منوعات
فان جوخ ليس وحيدا.. معرض فنى عن الحياة الاجتماعية للفنان الهولندى
فى صيف عام 1879 كان فينسنت فان جوخ يعيش فى بوريناج، وهى منطقة فقيرة فى بلجيكا، يعمل كاهنا، وقد جلس لكتابة خطاب شكر لأخيه ثيو، الذى جاء مؤخراً للزيارة، قال فيه “أنا بحاجة إلى علاقات صداقة أو عاطفة أو رفقة ثقة، لا أستطيع الاستغناء عنهم”، هذا الخطاب واحد من الرسائل المعروضة، حاليا، فى معرض عن “فان جوخ” فى هولندا.
ومن جانبها قالت “هيلويز بيرجر” أمينة المعرض الذى يأتي تحت عنوان “فان جوخ: الأصدقاء والأسرة والموديلات” فى متحف نورد برابانتس فى دن بوش، الذى افتتح مؤخرا ويستمر حتى 12 يناير 2020، إن الوقت قد حان “لإعادة الحق إلى مجموعة واسعة من الناس عاشوا حول فان جوخ” ومن هنا يكشف المعرض الدعم الذى تلقاه فان جوخ من شبكة عائلته وأصدقائه عاطفياً ومالياً واجتماعياً.
وقال “بيرجر” إن المتحف يحاول تحديث الصورة القديمة النمطية عن الفنان الهولندى “نحن نهدف إلى وضع حد لصورة فان جوخ كفنان وحيد يعذب”. ومن خلال ما يقرب من 100 قطعة، بما فى ذلك 16 لوحة أصلية لـ فان جوخ و17 اسكتش، ورسائل شخصية ولوحات من قبل أصدقائه، يقدم المعرض نظرة حميمة لصداقاته مع زملائه الفنانين مثل إميل برنارد، بول سيناك، وأنتون فان رابارد، الذى كان رئيسه فى فرع معرض Goupil & Cie للفنون فى لاهاى، كما يتم تضمين وجهات نظر تلاميذه، الذين وصفوه بأنه صارم لكن لعوب، جنبا إلى جنب مع أصوات العديد من النساء المهمات فى حياته. وقال سجاران فان هوجتن، أمين معرض المعرض، “صورة الفنان فان جوخ متشكلة منذ زمن وموضوعة فى إطار أنه “لم يتم تقديره فى الحياة ،وهى صورة غير صحيحة”، فـ فان جوخ كانت له علاقات قوية فى الأوساط الفنية، ولديه روابط وثيقة مع عائلته، إلا أن صورته “منبوذا” استمرت فى أذهان الجمهور، بسبب الأفلام الشعبية، من فيلم “شهوة من أجل الحياة” لفينسينت مينيلى فى عام 1956 وحتى جوليان شنابل لعام 2018 “عند بوابة الخلود”، حافظت على هذه الأسطورة. وفان جوخ كانت عائلته دينية وبارزة اجتماعيا، وقال فان هيوجتن “كان يتعين عليهم أن يكونوا قدوة فى القرية التى يعيشون فيها، لذا كانوا صارمين، نعم، لكنهم دافئون وعاطفيون كذلك”.
وفى المتحف يكرس جدار كامل للرسومات الشخصية للغاية التى صنعها فان جوخ لـ “سيين هورنيك” وهى امرأة التقى بها فى لاهاى فى عام 1882، وقد وصفها لأخيه ثيو، فى رسالة بأنها “هجرها الرجل الذى كانت تحمل طفلته. وكتب يقول “أخذت هذه المرأة كعارضة أزياء وعملت معها طوال فصل الشتاء، لم أستطع منحها أجرا يوميا كاملا للنموذج، لكن على الرغم من ذلك، سددت عنها إيجار بيتها وتمكنت حتى الآن، والحمد لله، من الحفاظ عليها وطفلها من الجوع والبرد، عندما قابلت هذه المرأة، لفتت انتباهى لأنها بدت مريضة”.
وقال فان هيوجتن “كان فان جوخ سعيدًا للغاية عندما عاش مع سيين وكان لديه طفل صغير كان يزحف عبر الاستوديو”. كما تكمن علاقة فان جوخ الحميمة مع الفنان بول جوجان فى المعرض لفترة وجيزة فقط، والذى يولى بدلاً من ذلك المزيد من الاهتمام لعلاقته مع عائلة رولين فى آرليس، حيث طور علاقة وثيقة معهم، لقد صنع 25 لوحة ورسماً لأفراد الأسرة ، بما فى ذلك أصغر طفل، مارسيل، بعد ولادته، قال فان هيوجتن “لقد أحب فان جوخ الأطفال وخاصة الأطفال”.
(المصري اليوم)