ادب الرواية
أهمية التاريخ الهجري في حياتك اليومية
التقويم الهجري والهجرة النبوية الشريفة لكل أمة على وجه الكرة الأرضية تقويمها الخاص الذي تعتزّ به، والذي يعتبر جزءاً أصيلاً من هويتها، وثقافتها، وشخصيتها، ودينها أيضاً؛ فالمعتقدات الدينية للأمم الموجودة اليوم على سطح الأرض أسهمت بشكلٍ كبير في نشأة التقاويم المعمول بها من قبل هذه الأمم؛ حيث ترمز بداية التقاويم إلى أحداث دينيّة عظيمة أثرت ولا تزال تؤثّر في حياة الشعوب. الأمة المسلمة كباقي الأمم، لها تقويمها الخاص الذي يعود بها إلى ذكرى مهمّة، قلبت وجه الأرض، والإنسانية إلى آخر الدهر، والقصة أن التقويم الهجري الإسلامي يرمز إلى الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة؛ حيث أسّس رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ومن كان معه من المسلمين الصابرين نواة الدولة الإسلامية التي ما لبثت وأن صارت قوّةً عالميّةً عظمى تقف نداً لند، بل وتتفوق على أقوى قوتين عالميتين في ذلك الوقت وهما: الفرس، والروم. التفت الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى مكانة الهجرة النبوية، ودورها العظيم في إعادة صياغة مجرى التاريخ، مما دفعه إلى اتخاذ هذه المناسبة بدايةً للتقويم الهجري الذي لا يزال مستعملاً بين أبناء الأمة الإسلامية إلى يومنا هذا، وفيما يلي بيان لأهميّة هذا التقويم في الحياة اليومية لكل مسلم. أهمية التقويم الهجري في الحياة اليومية التقويم الهجري أساساً هو تقويم قمري، يتكون من اثني عشر شهراً قمرياً، تتراوح في عدد أيامها ما بين تسعة وعشرين وثلاثين يوماً، وبما أنّ الأشهر القمرية هي التي كانت مستعملة في أيام تنزل الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقبل ذلك في شبه الجزيرة العربية، فإن مواعيد المناسبات، والعبادات الدينية الإسلامية التي تعتبر جزءاً رئيسياً من حياة كل مسلم متدين، والتي يشكّل بعضها جزءاً من أركان الإسلام؛ كالصوم في رمضان، والحج إلى البيت الحرام في ذي الحجة كانت ولا زالت تُحدَّد بناءً على الأشهر القمرية، فشهرا: رمضان، وذو الحجة هما شهران قمريان، عربيان، هجريان. من المناسبات الدينية الأخرى التي يستعمل التقويم الهجري في تحديدها: ذكرى المولد النبوي الشريف، وذكرى الهجرة النبوية الشريفة، وعيد الفطر، وعيد الأضحى، وشهر شوال، وذكرى عاشوراء، وذكرى الغزوات والمعارك التي خاضها المسلمون؛ كبدر، وأحد، ومؤتة، وغيرها. كما ويستعمل التقويم الهجري أيضاً في التعاملات اليومية في بعض مناطق العالم الإسلامي في يومنا هذا، غير أنّ استعمال التقويم الميلادي بات أكثر من استعمال التقويم الهجري كونه تقويماً عالمياً، معتمداً خاصّةً في كلّ ما يتعلّق بالتعاملات المالية، والاقتصادية حول العالم.