ثقافة اسلاميةسلايد 1
هل مزق كسرى ملك الفرس رسالة النبى محمد.. ما يقوله التراث الإسلامى؟
بعدما استقرت الدولة الإسلامية، بدأ النبى عليه الصلاة والسلام، فى مخاطبة الملوك والأمراء المحيطين بالمدينة يدعوهم إلى دين الله، ومن هؤلاء “كسرى” ملك الفرس، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان “بعثه إلى كسرى ملك الفرس”:
روى البخارى من حديث الليث، عن يونس، عن الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ بعث بكتابه مع رجل إلى كسرى، وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه كسرى مزقه.
قال: فحسبت أن ابن المسيب قال: فدعا عليهم رسول الله ﷺ أن يمزقوا كل ممزق.
وقال عبد الله بن وهب: عن يونس، عن الزهرى، حدثنى عبد الرحمن بن عبد القارى، أن رسول الله ﷺ قام ذات يوم على المنبر خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه وتشهد، ثم قال: “أما بعد فإنى أريد أن أبعث بعضكم إلى ملوك الأعاجم فلا تختلفوا على كما اختلف بنو إسرائيل على عيسى بن مريم”.
فقال المهاجرون: يا رسول الله أنا لا نختلف عليك فى شيء أبدا فمرنا وابعثنا.
فبعث شجاع بن وهب إلى كسرى فأمر كسرى بإيوانه أن يزين، ثم أذن لعظماء فارس، ثم أذن لشجاع بن وهب، فلما أن دخل عليه أمر كسرى بكتاب رسول الله ﷺ أن يقبض منه.
فقال شجاع بن وهب: لا حتى أدفعه أنا إليك كما أمرنى رسول الله ﷺ.
فقال كسرى: ادنه، فدنا فناوله الكتاب، ثم دعا كاتبا له من أهل الحيرة، فقرأه فإذا فيه: من محمد بن عبد الله ورسوله إلى كسرى عظيم فارس.
قال: فأغضبه حين بدأ رسول الله ﷺ بنفسه، وصاح، وغضب، ومزق الكتاب قبل أن يعلم ما فيه، وأمر بشجاع بن وهب فأخرج.
فلما رأى ذلك قعد على راحلته، ثم سار، ثم قال: والله ما أبالى على أى الطريقين أكون، إذ أديت كتاب رسول الله ﷺ.
قال ولما ذهب عن كسرى ثورة غضبه، بعث إلى شجاع ليدخل عليه، فالتمس فلم يوجد، فطلب إلى الحيرة فسبق.
فلما قدم شجاع على النبى ﷺ أخبره بما كان من أمر كسرى، وتمزيقه لكتاب رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: “مزق كسرى ملكه”.
المصدر: اليوم السابع