نلقى الضوء على كتاب “الأقرباء” لعالم الميكروبات جون إل إنجراهام، ترجمة إيهاب عبد الرحيم على، والذى صدر عن سلسلة عالم المعرفة، التابعة للمجلس الوطنى للثقافة الفنون والآداب فى الكويت، وفيه يروى المؤلف قصة الفتوح العلمية ويؤرخ لكيف تمكنا من فهم الإرث الميكروبى والعلاقة بين جميع الكائنات الحية على الأرض.
يقول الكتاب فى مقدمته:
نحن مفتونون بأصول الكائنات الحية، وكثيرا ما نبدو مدفوعين لمعرفة من أين أتت الكائنات الحية، ومنذ عهد قريب نسبيا أجُيبَ بشكل قاطع عن بعض هذه الأسئلة بالغة الأساسية: لقد توصلنا إلى اكتشاف أصول الكائنات الحية، بصورة عامة على الأقل، وإلى الاعتراف بقرابتها المميزة بالميكروبات.
وقد وضعت البيولوجيا الحديثة حكاية علمية جديدة للنشأة، والتى لها تأثير مكافئ لنظرية الانفجار الكبير فى علم الكونيات، ومكوناتها هى العلاقات المتوطدة حديثا بين الكائنات الحية، وهى عند جمعها معا تدلى ببيان واضح ومثير: الكائنات الحية أقارب من أصغر الميكروبات إلى أضخم حوت أزرق، وهى أعضاء فى عائلة الحياة الشاملة نفسها، ومرتبطة بميراث مشترك يمكن تتبع أصوله، وهو يقودنا إلى البدايات الميكروبية لهذه العائلة.
منذ تشارلز داروين ظن علماء البيولوجيا أننا سلكنا طريقا وحيدا ومتفرعا للحياة، لكن هذا أُثبت الآن بشكل لا لبس فيه، كما قد نتوقع فلبعض أجزاء المسار تحولات وانعطافات غير عادية، إن هذا الإرث المشترك للكائنات الحية، والذى لم يتأكد على نحو موثوق سوى خلال السنوات الأربعين ونيف الماضية، لم يلاحَظ غالبا، أو على الأقل لم يحظَ بما يستحق من التقدير، ممن هم ليسوا علماء فى البيولوجيا، مازلنا لا نعرف إلى أين تتوجه الكائنات ولا يمكننا إلا أن نخمن كيف بدأ كل شيء، لكننا الآن نعرف على وجه اليقين من أين أتت الكائنات الحية، وما صلات القرابة بين الكائنات ومدى ارتباطها بعضها ببعض.
ويرسخ هذا البحث أكثر بكثير من مجرد تفرد الحياة. فهو يُظهر التقارب النسبى للعلاقات بين الكائنات الحية المختلفة، وكذلك الترابطات الوراثية بينها، ويشرح كيف حصلت الكائنات على المكونات الفردية من خلاياها: كيف تطورت بروتيناتها عن طريق تجميع الأجزاء المكونة لها من مصادر متباينة، وكيف اكتسبت بعض وظائفها الخلوية الأساسية من الميكروبات مباشرة.
المصدر: اليوم السابع