آداب

بدر الجدعي : لا أنتمي لمدرسة أدبية معينة وأنا من أشد المعجبين بعصر النهضة الأوروبي

قال المدرس المساعد في كلية التربية الاساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الاكاديمي الباحث بدر الجدعي إنه من الضروري أن تكون لدى القارئ مهارات في النقد حتى يتمكن من تقييم الأعمال الأدبية، مشيرا إلى أن تعلم النقد يمكننا من معرفة مواطن الجمال في العمل الادبي.

وأضاف الجدعي، في حوار مع «الأنباء»، أننا في الوطن العربي لا نزال محصورين حتى الآن في مسألة التأثير والتأثر، وأن كل ما جد جديد في الآداب الاوروبية نقول: لقد تأثروا بآدابنا العربية، مطالبا بضرورة عدم التوقف عند قضية التأثر والتأثير في دراسات الأدب المقارن حتى لا يصبح المقارن بين الاعمال مؤرخا فقط، وأن الحضارات تستعير من بعضها ولابد ان نتجاوز هذه المرحلة.

وحول رؤيته عن انتشار الكتب الأدبية في الوطن العربي بعد ترجمتها، افاد الجدعي بأن قضية ان ظهر فينا مبدع لا نعترف به الا اذا اعترف به الغرب يرجع الى الخذلان والانهزام النفسي امام الغرب فيما يخص الثقافة الادبية، وأن هذه المسالة نفسية ولها علاقة في هيمنة الغرب، ولها جذور في التاريخ، موضحا ان المستشرقين انفسهم اوجدوا لنا اشخاصا لم نكن نعرفهم مثل ابن خلدون الذي اشتهر في الغرب اولا.

وأشار الى ان الثقافة الاميركية هي التي تسيطر على العالم حاليا سواء من خلال اللغة او تناول امثالهم او متابعة افلامهم السينمائية أو غير ذلك.

وكشف عن بعض اعماله الجديدة مثل كتاب اسمه «قراءة للاستشراق» وهو يعتمد على اللوحات الفنية والرسومات التي تعبر عن معاني أو مدلولات، مشيرا الى ان هناك مهارات وادوات لكيفية قراءة اللوحة.

وقال: هناك رواية عن الخيال التاريخي سوف تصدر خلال العام المقبل تتحدث عن فترة تاريخية ما وتتم الاستعانة بأمور خيالية.

وعن مواقع التواصل الاجتماعي، قال الجدعي ان لها ايجابيات وسلبيات لكن يبقى في النهاية الحكم للمتلقي، وانه يشجع الشباب على الكتابة وان الذي يستمر في النهاية هو العمل الجيد والعبرة بالاستمرارية، ومن يملك شيئا يعطي قيمة مضافة للمجتمع.

وأشار الى ان القارئ الخليجي خاصة الشاب اصبح مثقفا ومدركا ويعرف يفرق بين العمل الجيد والرديء.

ولفت الى انه لا ينتمي الى مدرسة ادبية معينة وانه يأخذ ما يناسبه من الاعمال الادبية.

وقال انه من اشد المعجبين بعصر النهضة الذي بدأ بالتغيير الحضاري بشكل تدريجي وهذا نتج عنه ظهور عصر الانوار.

وذكر انه اختار مجال الادب المقارن كتخصص لأنه يعطي مجالا لقراءة آداب الشعوب الاخرى،

وفيما يلي تفاصيل الحوار:

ما موقع الدراسات العربية في مجال الأدب المقارن من نظيراتها في الغرب؟

٭ الإشكال الموجود لدينا في دراسات الادب المقارن في الوطن العربي اننا محصورين في نوع واحد من الدراسات، الا وهو دراسة التأثير والتأثر، وهذا تابع لما يسمى بالمدرسة الفرنسية في دراسات التأثير والتأثر. وهذه المدرسة الفرنسية كانت تدرس ثقافات الشعوب الاخرى لهدف «من أثر على من؟»، وغالبا ما تكون انعكاسا للمركزية الاوروبية خاصة الفرنسية بحيث ان الادب الفرنسي اثر على اداب الشعوب الاخرى وهذا يعطيهم قيمة ومركزية عالية (نحن المنبع وأنتم المصب).

ثم تطورت وظهرت مدارس اخرى مثل المدرسة الاميركية ثم السلافية والماركسية، اما في الوطن العربي فلا نزال محصورين حتى الآن في مسألة التأثير والتأثر، وكل ما جد جديد في الآداب الاوروبية نقول: لقد تأثروا بآدابنا العربية، وهناك امثلة على ذلك، بقصة روبونسون كروزو التي تحكي عن بحار فقد في جزيرة وطورها واستعمرها، حيث يقول احد ادباء العرب ان هذه القصة تأثرت بقصة الفيلسوف الاندلسي ابن الطفيل في روايته حي بن يقظان وهناك تشابه كبير بين القصتين.

وهناك مثال آخر كقصص «الف ليلة وليلة» والقصص التي تحكي على لسان الحيوانات وكليلة ودمنة، فالشاعر الفرنسي لافونتين كتب في ادب القصص على لسان الحيوانات وهناك تأثير مباشر صحيح من كتاب كليلة ودمنة لابن المقفع وايضا من قصص الف ليلة وليلة، ولافونتين نفسه اقتبس من هذه الكتب. لكن إشكالنا في الوطن العربي هو أننا توقفنا عند هذا الحد، فعندما نقرأ في ادبيات الغرب ونجدها تشابه ما عندنا نقول: اننا قصب السبق في ذلك، وانتم قلدتمونا.

ولو تحدثنا عن كتاب «كليلة ودمنة» باعتباره عملا عربيا واسلاميا، فهذا الكتاب من اصول فارسية وترجع الى اصول هندية، اي اننا اخذنا من قصص امم اخرى، وهذا من اشكاليات الوطن العربي في مسألة دراسات الادب المقارن، والمقارن بين الآداب الاخرى المختلفة سواء الأدب الاوروبي او الأدب العربي لا يصبح ناقدا مقارنا بين الآداب ولكن يصبح مؤرخا ونتوقف عند هذا الحد. فلا بأس في مسألة التأثير والتأثر ولكن لا نتوقف عند هذا الحد، فأنا لدي ايمان كامل بأن الحضارات تستعير من بعضها، فكتاب «الكوميديا الالهية» لدانتي أليغييري هناك تشابه كبير بينه وبين كتاب رسالة الغفران للمعري وان التأثير بينهما مباشر، لكن دورنا كمقارنين للادب ان ننظر الى كيف وظف دانتي أليغييري هذا العمل في بيئته وما مدى الاختلافات؟ ولا بأس بالتأثير والتأثر، وان لا يجعلنا نقول اننا الافضل في مجال الادب فقد نكون سبقنا غيرنا او غيرنا سبقونا، فلابد ان نتجاوز مرحلة التأثر والتأثير.

الأدب المقارن

كيف ترد على من يرى أن تاريخ الأدب العربي لم يعرف شيئا عن الدراسات المقارنة؟

٭ هذا غير صحيح، فدراسات الادب المقارن في الوطن العربي لها اجتهاداتها وهناك كثير من الجامعات مثل جامعة الكويت لديها مقرر كامل يعد الطلبة لكي يصبحوا نقادا في الادب المقارن، وفي آداب شتى ايضا نعتمد على الادب العربي ونقارن بينه وبين الآداب الاخرى وليس بالضرورة الآداب الاوروبية، نقارن على سبيل المثال الادب العربي بنظيره الآسيوي او الهندي وغيرهما، ولكن الاشكالية تكمن في الحد من هذا العمل يجب ان نتجاوزه وهو مسألة التأثير والتأثر. وقد تكون هذه النزعة الى الذات كانت ايام ما بعد الاستعمار، كانه رد على الاوروبي المستعمر انه عندما انتهك وطننا وآدابنا فنحن اسبق منهم وانهم اخذوا من آدابنا. كانها كانت ردا على الامبراطورية الاستعمارية الفرنسية والبريطانية لكن يجب الا نتوقف عند مسألة «نحن المنبع وانتم المصب» وهناك دراسات مقارنة ادبية في الوطن العربي رائعة جدا لكن غالبيتها في مجال التأثير والتأثر وكأنهم اصبحوا مؤرخين فقط وليسوا نقادا.

عدم المنهجية

لماذا وصفت الخطوات العربية الأولى في ميدان الأدب المقارن بعدم المنهجية؟

٭ لأن الاوروبيين اتوا ببعض المدارس في مقارنة الآداب مثل المدرسة الفرنسية والمدرسة الاميركية والسلافية، فالبحث في الادب المقارن يبدأ بالنظر في الاختلافات والمتشابه ولم يكن هناك تأسيس علمي منهجي لمدرسة معينة، والآن العمل تشعب ولا توجد مدرسة واحدة واصبحت الآداب المقارنة تدخل في حقول معرفية كثيرة جدا من الصعب وضعها في اطار واحد كمدرسة نلتزم بقواعدها. فالمقارنة تدخل في مقارنات كثيرة في شتى مجالات الحقول الادبية ويدخل ايضا عليها بعض النظريات فنتيجة تعدد عملية المقارنة من الصعب ان تكون هناك مدرسة معينة، وهذا مجال يشير الى توسع هذه العملية واريحيتها في تناول اجناس ادبية مختلفة.

الانهزام النفسي

كيف ترد على من يقول إن العرب لا يعترفون بالكاتب العربي إلا اذا اعترف به أوروبيون؟

٭ لنأخذ هذا السؤال من جانبين مختلفين، فكيف يكون الخذلان والانهزام النفسي امام الغرب، وان ظهر فينا مبدع لا نعترف به، لكن ان ظهر مبدع واعترف به الغرب سنتبع اعتراف الغرب، وهذا يكون انهزاما نفسيا ثقافيا ادبيا من ناحية الغرب. الآن عندما يكتب كتاب معين ويترجم الى اللغة الانجليزية ويشهر بأنه تمت ترجمته الى اللغة الانجليزية فيلاقي هذا الكتاب اقبالا عند القارئ العربي ظنا بأن الغرب ربما وجدوا فيه شيئا مفيدا. فهذه مسألة نفسية ولها علاقة في هيمنة الغرب، ولها جذور في التاريخ، فإن المستشرقين انفسهم اوجدوا لنا اشخاصا لم نكن نعرفهم مثل ابن خلدون الذي اشتهر في الغرب اولا. كذلك كتاب «الف ليلة وليلة» عندما ترجمه انطوان لاقى اقبالا عندنا، فالغربيون قرأوا تراثنا، وهناك من الكتاب العرب المميزين اعمالهم فرضت نفسها في المجتمع العربي.

وبعض الكتاب العرب كانت لديهم مؤلفات باللغتين العربية والانجليزية وكانت تلاقي اقبالا في الغرب لكن ذلك ليست السمة الغالبة على الكتاب فهناك كتاب لا يكتبون الا باللغة العربية وكتبهم انتشرت بشكل كبير.

الإمبريالية الثقافية

هل تعتقد ان الدول المستعمرة تهيمن بثقافتها على الدول المحتلة؟

٭ كما نعلم ان هناك الاستعمار الفرنسي او البريطاني، فبريطانيا كان يطلق عليها الدولة التي لا تغيب عنها الشمس ابدا، فكانت مساحتها صغيرة وعدد سكانها قليل، فهل من المعقول ان هذه الدولة سيطرت على الكثير من الدول عسكريا فقط؟ وهناك كتاب للدكتور ادوارد سعيد اسمه «الثقافة والامبريالية» تحدث عن سلطة النص، فهم لم يسيطروا عسكريا فقط بل عبر الثقافة واللغة وجعلوا هذه الدول نسخة منهم ولكن اقل منهم، فهم الاصل وهذا ما يسمى بالامبريالية الثقافية، بحيث في حال خروجهم عسكريا من ارضنا نظل تابعين لهم ثقافيا وبالتالي هم خرجوا فعلا مع حركات التحرر الوطني من بعض الدول ولكن بعد خروجهم تركوا طبقة من المثقفين كانهم بمنزلة فرنسيين جدد او بريطانيين جدد تابعين للهيمنة البريطانية الفرنسية، وحاليا الثقافة الاميركية هي التي تسيطر على العالم، سواء عبر اللغة او تناول امثالهم او متابعة افلامهم السينمائية، وغير ذلك.

فاذا اردت ان تسيطر على حضارة ما تقلل من ثقافتها وتزرع ثقافتك ولكن تكون انت الاصل وهم تابعون لك ثقافيا. وخلال الفترة الاخيرة هذا الامر تغير وهناك دراسات لفرانز فانون وادوارد سعيد واتش اي بي وغيرهم من النقاد تحدثوا عن وجوب اعادة الثقافة الى اصلها اي ان الكل يجب ان يعود الى ثقافته ولكن هناك اشكال انه تم تشويه التراث الاصلي وربما فُقِد، ويجب العمل لايجاد ثقافة جديدة ذاتية، ومسألة اثبات الهوية، علما بانه لا توجد هناك هوية جوهرية لأنها متغيرة وغير ثابتة.

مواقع التواصل

هل تعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي فتحت آفاقا للشهرة لبعض الكتاب والشعراء؟

٭ هذا حديث الساعة، مواقع التواصل الاجتماعي منصة، مثال في زمن الجاهلية كان سوق عكاظ بمنزلة منصة للشعراء، ومواقع التواصل لها ايجابيات وسلبيات والاشكال انك لا تستطيع الانعزال عن العالم لأنه شمل مجاميع كبيرة من الناس واصبحت مواقع التواصل حتى للمنشغلين بالادب ودور النشر والكتاب منصة اولى لهم ولعرض اعمالهم. وهناك من يظهر وهو دون المستوى او عالي المستوى، فالحكم للمتلقي، فظهر كتاب من الشباب وهناك من يقلل من اعمالهم، فهناك شعراء ولم يصلنا منهم الا الابرز من شعرهم، ونشجع الشباب على الكتابة والذي يستمر العمل الجيد والعبرة بالاستمرارية، والعبرة بمن يملك شيئا يعطي قيمة مضافة للمجتمع، فأي شخص من الممكن ان يشتهر بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، والشهرة ليست هدفا بحد ذاتها فأي عمل من الممكن ان يشهر الاديب او الشاعر، لكن ما هو المعيار بعد الشهرة؟ وهناك كتاب كثر ليست لديهم اعمال الا رواية واحدة على سبيل المثال تخوفا من ان يكون العمل الجديد دون مستوى العمل الاول.

ما سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي؟

٭ تحقق الشهرة لأناس ليس من حقهم الشهرة، فلا توجد وصاية على الادب والثقافة، او اعمال الكتاب لكن اعول على المتلقي، فالمتابع اصبح واعيا، لديه حس من النقد الادبي، والقارئ الخليجي خاصة الشاب اصبح مثقفا ومدركا ويعرف يفرق بين العمل الجيد والرديء.

إلى أي مدرسة تنتمي من مدارس الأدب المقارن؟

٭ كنت دائما انتقد التأثير والتأثر لكن لا احاول ان ارتبط بمدرسة ادبية معينة، وهناك مجالات في الادب المقارن، وقد آخذ من كل مدرسة عملا قيما، او آخذ من كل مدرسة ما يناسبني.

عصر النهضة

أي عصور الأدب تحب أن تقرأ؟

٭ أنا من اشد المعجبين بعصر النهضة الاوروبي، فهذا العصر بدأ فيه الاوروبيون خاصة التجار بالبحث عن التراث اليوناني والاوروبي لأنهم كانوا يقولون انه بسبب الكنيسة انذاك ودخول اوروبا عصر الظلام، وفي ايطاليا قالوا: نريد احياء الادب والتراث اليوناني لأنه البارز للحضارة وقاموا بترجمة الكتب، حتى ان فتح القسطنطينية على يد محمد الفاتح وهجرة علماء متخصصين في اللغة اليونانية، منهم من هاجر الى ايطاليا واستفاد منهم الايطاليون في الترجمة. هذه المعلومة بأن الايطاليين استفادوا من الادب اليوناني والتراث اليوناني غير دقيقة ونضيف عليها الادب العربي الاسلامي، فالتراث اليوناني والروماني والاسهام العربي في هذين التراثين. ومن الاهمية بمكان الاشادة بالدكتور جورج صليبة لأنه يبين الاسهام العربي في فترة عصر النهضة والكتب التي اثرت في عصر النهضة وفي التراث اليوناني. عصر النهضة بدأ بمسالة التغيير وكثير من الناس يريد التغيير الا ان عصر النهضة بدأ بالتغيير الحضاري بشكل تدريجي وهذا نتج عنه ظهور عصر الانوار بعد عصر النهضة.

النقد البناء

هل تعرضت للانتقاد؟

٭ انا من مستخدمي مواقع التواصل، ومن حق اي شخص ينتقد ويجب ان تتقبل النقد، خاصة البناء، لان النقد يكشف مواطن الخلل.

لماذا اخترت مجال الادب المقارن كتخصص؟

٭ اخترته لأنه يعطي مجالا لقراءة آداب الشعوب الاخرى، ودراسة الادب الآخر تعتبر فرصة للتعرف على هذا الآخر المختلف عنك وكيف تبني جسور التواصل معه عبر قراءة ادبه والتعرف على جماليات ادبه وادبي انا والمقارنة بينهما ونرى كيف الحالة الانسانية المتفردة رأت امورا في الحياة وعبرت عنها بشكل مختلف وفي آداب مختلفة.

حدثنا عن أعمالك الأدبية؟

٭ هذا العام سينشر لي عمل جديد، فأنا اهتم بمسألة الاستشراق من خلال قراءاتي لأدب ادوارد سعيد، فقد تأثرت باللوحات الفنية، وكيف ان الغربي مثلنا كعرب ومسلمين من خلال هذه اللوحات، ولدي كتاب جديد اسمه قراءة للاستشراق من خلال اللوحات، فاللوحات والرسومات قراءة لتاريخ الاستشراق والعوامل التي ادت الى تغيير صورة العربي والمسلم من خلال لوحات، وهناك مهارات وادوات لكيفية قراءة اللوحة، وكذلك هناك رواية عن الخيال التاريخي ستصدر خلال العام المقبل تتحدث عن فترة تاريخية.

هل من كلمة اخيرة؟

٭ موضوع النقد مهم جدا فلابد ان نقرأ النقد كعلم لأنه يضع القارئ في المسار الصحيح.

تعلم النقد يضع القارئ على المسار الصحيح

قال بدر الجدعي دائما نتحدث عن قراءة النقد بالنسبة للكتب، وان تكون لدينا مهارات في التفكير النقدي، فهناك من يقرأ كتابا معينا يؤمن بأفكاره ويستمتع بالكاتب فيطير به فرحا ويقول هذا الكاتب اتى بما لا يستطعه الاوائل، فأخذ هذه الافكار كمسلمات هو امر غير صحيح وغير دقيق، فيجب علينا قراءة النقد لتوسيع مداركنا من خلال تفكير نقدي.

واضاف ان قراءة النقد تضعنا على الطريق الصحيح لقراءة هذه الكتب وبالتالي نعرف مواطن الخلل والامور الايجابية.

وأوضح أنه عادة يتبادر الى الذهن ان النقد شيء سلبي وهذا غير صحيح، فالنقد يكون احيانا ايجابيا يكشف مواطن الجمال في العمل الادبي والمواطن السلبية وغير الدقيقة.

والتعود على قراءة كتب النقد ينمي عندنا مهارة النقد وينعكس على التفكير النقدي في جميع الامور ودراسات الادب المقارن فيها اشكال اننا نتوقف عند التأثير والتأثر ومن هو المنبع في الادب ومن المصب، فبالتالي عندما نقارن بعض الاعمال الادبية العربية والاوروبية دائما نقول ان هذا العمل الاوروبي اقتبس من العربي فهذا لا بأس به، لكن يجب ان نتجاوز مرحلة التأثر والتأثير بحيث لا يصبح المقارن بين هذه الاعمال مؤرخا فقط بل اظهار جماليات الاعمال وكيف وظف المتأثر هذا العمل في بيئته.

بدر الجدعي في سطور

٭ أكاديمي وباحث ويعمل مدرسا مساعدا في كلية التربية الأساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي.

٭ حاصل على بكالوريوس في الادب الانجليزي.

٭ حاصل على ماجستير في تعليم اللغة الانجليزية لغير الناطقين بها.

٭ الدورات التدريبية والندوات: شارك في العديد من الندوات وورش العمل والدورات التدريبية منها، ألقى محاضرة خارج البلاد في الادب العربي والأوروبي بين التأثر والتأثير ضمن فعاليات معرض الكتاب الدولي بالرياض.

جريدة الانباء

اترك تعليقاً

إغلاق