ثقافة اسلاميةسلايد 1
“الإسلام الشعبى” هل هناك الفرق بين الدين والتدين؟
يتناول مركز المسبار للدراسات والبحوث فى كتابه “الإسلام الشعبى: الإيمان- الطقوس- النماذج” إلى أنماط التدين فى الإسلام المعاصر، والتى تعبر عن نفسها بأشكال وقوالب إيمانية وطقوسية عدة فى نظرتها إلى المقدس، آخذاً بالاعتبار تبدلها وتفجرها جراء التحولات السياسية والاقتصادية والثقافية التى لا شك أنها تحكم الأطر العامة التى تنهض عليها.
الإسلام الشعبى
يقدَّم “الإسلام الشعبى” مشروعاً موازياً للإسلام التقليدى ذى الطبيعة الصارمة، فيأتى ليكمل المرجعيات التقليدية كالأزهر الشريف وجامع الزيتونة بمرجعيات روحية مثل الأولياء والصالحين والدراويش والأساطير، مركزاً على الممارسات الدينية الشعبية بدل التركيز على المؤسسات الدينية التقليدية فى الإسلام، فيعيد تأويل النصوص لصالح الممارسة.
يختزن “الإسلام الشعبى” مجموع التصورات الدينية والطقوسية والشعائرية مثل الموالد والطهور والحفلات وزيارة الأولياء والتصوف الشعبى وصنوف الاعتقاد، وهو ممارسة تلقائية وعفوية للشعائر بعيدة عن الرقابة الرسمية والمؤسساتية، وهذا النمط من التدين الإسلامى مفتوح على العالم والثقافات وغير صدامي.
ويسعى الكتاب إلى التمييز بين الدين والتدين من أجل فهم أفضل لأنماط التدين الشعبى فى الإسلام ومن ضمنها “التصوف السلوكى” الذى جذب العدد الأكبر من المسلمين، إذ استجاب للطلب الروحى “دون أن يغرقهم فى ركام من الميتافيزيقا المعقدة”.
إن اتساع حضور هذا النمط من التدين يؤثر فى المؤسسات الدينية الإسلامية إذ ينافسها على إدارة فضاء المقدس وهو أشد قوة فى جذب المؤمنين إليه بسبب انتشاره لدى جماعات بعيدة عن التدين العقلانى أو ذاك التدين البعيد عن الشريعة.
وتناول الكتاب التدين الشعبى فى نمطه الشيعي، فدرس مراسم عاشوراء فى العراق بعد الحملة الإيمانية فى تسعينيات القرن المنصرم، واضعاً القارئ أمام تمهيد تاريخى يبين تكريسها كاحتفال رسمى فى العهد البويهي، إلا أن هذا التَّدين الشَّعبى الذى جعله البويهيون رسمياً، قمعته جماعات متشددة على المستوى الشَّعبي، وبهذا بين إباحته ومنعه دخل أهل العراق بنزاع طائفى بين الشِّيعة والسُّنة.
ويعرض الكتاب لملامح التدين الشعبى فى مصر وكان التصوف أحد أبرز أشكاله، فعمل على إبراز صلته بالأسس المعيارية للتدين الظاهرى، كاشفاً عن انفتاحه على الأنساق الثقافية للأديان الأخرى، طقوسياً وعقائدياً.
وخصّص الكتاب دراستين عن باكستان، الأولى: حاولت الكشف عن تلازم الدين والسلطة وانعكاسه على نمط التدين الشعبي، والثانية: عرفت بالحركات والجماعات الإسلامية الشعبية فى باكستان، إذ تشكّل سياسة استخدام العنف والهوية الإسلامية امتداداً للتقاليد الطائفية والمدارس الدينية فى هذا البلد.
المصدر: اليوم السابع