ادب الرواية
لماذا يحب العرب رواية اللصخب والعنف لـ وليام فوكنر؟
تمر اليوم ذكرى ميلاد الكاتب الأمريكى الشهير الحاصل على جائزة نوبل وليام فوكنر، والذى يحظى فى العالم العربى بشهرة سببتها له رواية “الصخب والعنف”.. فلماذا يحب العرب هذه الرواية؟.
كتب وليام فوكنر الرواية فى عام 1929 وتدور أحدثها حول عائلة “آل كمبسن” وهم أب مشغول بكتبه وملذاته، وأم حريصة دائماً على التمسك بالمظاهر الاجتماعية، وثلاثة أبناء كونتن، وجاسن، وبنجامين أو بنجى، وبنت واحدة تدعى كاندس أو كادى، أحد الأبناء متخلف عقلياً، والآخر سيئ الخلق شرس يريد أن يجمع الثروة والمال من أى طريق، والثالث مفرط الحساسية شديد التعلق بشرف أسرته، يحب أخته الوحيدة حباً شديداً لم يتحمل إساءتها لسمعة عائلتها فيغرق نفسه فى النهر، أما البنت فيتزوجها رجل غنى ثم يطلقها بعد اكتشافه حملها من رجل آخر، وتتفكك الأسرة وتتشتت شملها.وقد كتب فوكنر روايته على شكل سيمفونية مقسمة إلى أربعة أقسام، يروى كل واحد من الأخوة قسم من الرواية ثم يأتى الكاتب فيروى القسم الرابع، واستخدم فوكنر أسلوبه المشوق فى سرد الأحداث التى تشعر معها بالمأساة التى تعيشها هذه الأسرة وتجعلك تتشوق لمعرفة ماذا سيحدث لهذه الأسرة المفككة؟ وما هى نهاية كل فرد من أفرادها؟.
وقد اهتمت دور النشر والمؤسسات العربية بترجمة الرواية إلى اللغة العربية، حيث صدرت ترجمتها عن دار المدى قام بها جبرا إبراهيم جبرا.كما ترجمتها سلسلة المائة كتاب، التى كان يرأس تحريرها الشاعر الكبير رفعت سلام، وكانت تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وقام بالترجمة المترجم محمد يونس.
من أجواء الرواية
عندما سقط ظل عارضة الشبّاك على الستائر، كانت الساعة ما بين السابعة والثامنة، لقد أفقت إذن فى الوقت المطلوب ثانية، وأنا أسمع الساعة، كانت تلك ساعة جدى، وعندما أهدانى إياها أبى قال: كوينتين، إنى أعطيك ضريح الآمال والرغبات كلها. وإنه لمن المناسب إلى حدّ العذاب أن تستخدمها لتكسب النهاية المنطقية الحمقاء لاختبارات الإنسان جميعها، وهى التى لن تنسجم وحاجاتك الشخصية أكثر مما انسجمت وحاجات جدك أو أبيه، إنى أعطيك إياها لا لكى تذكر الزمن، بل لكى تنساه بين آونة وأخرى، فلا تنفق كل ما لك من نفس محاولاً أن تقهر الزمن، لأن ما من معركة ربحها أحد، قال أبي، لا بل ما من معركة حارب فيها أحد، فالميدان لا يكشف للمرء إلا عن حماقته ويأسه، وما النصر إلا وهم من أوهام الفلاسفة والمجانين، كانت الساعة مسندة إلى صندوق الياقة، وبقيت مستلقياً أصغى إليها. أي، أسمعها. فأنا لا أحسب أن أحداً يصغى إلى الساعة عن قصد. وهل بك حاجة إلى ذلك؟ إنك لتستطيع أن تغفل عن صوتها مدة طويلة، وإذا هى فى ثانية من (التكتكة) تخلق فى الذهن استعراضاً طويلاً متسلسلاً متلاشياً للزمن الذى فاتك أن تسمعه. وكما قال أبى لكأنك ترى المسيح يمشى على مدى أشعة الضوء المديدة الموحشة. وكذلك مار فرنسيس، ذلك القديس البار الذى كان يقول أيتها المنية يا أختى الصغيرة، دون أن تكون له أخت.ولد وليام فوكنر فى (25 سبتمبر 1897 – ورحل فى 6 يوليو 1962) وهو شاعر وروائى أمريكى ويعد أكثر الكتاب تأثيراً فى القرن العشرين.
(المصري اليوم)