سلايد 1مقالات

قبل البدء في اختيار كلية للالتحاق بها عليك استيعاب هذه النقاط جيدًا

هل خيبت النتيجة آمالك؟؟

إذن أنت مخطئ في حساباتك … وعليك أن تعيد التفكير؛ لتحكم على الأمر بإيجابية أكثر.

نعم … إنّك ما زلت تملك خيارات كثيرة، فلا داعِ للإحباط والاستسلام للتفكير السلبي … ودعنا نناقش سويًا ما الذي يتحتم عليك فعله في هذه الفترة؟

 

لتتذكر أولًا أنّ التفوق ليس حكرًا على كلية معينة أو مجال محدد.

وأنّ النجاح في الحياة ليس له علاقة إطلاقًا بالمجال الذي تعمل به

وأنّ المجال الذي تحبه … هناك الكثير من الطرق تؤدي إليه أيضًا … ثق من هذا.

ولنتفق من البداية … بالتخلي عن المعايير الخاطئة التي ننخدع بها دومًا في هذه المرحلة الحرجة من الحياة، فور ظهور نتيجة الثانوية العامة … مرحلة اختيار المجال الدراسي.

يجب أن نسميها هكذا فقط … مرحلة اختيار المجال الدراسي … وليس اختيار المصير كما يدعي البعض.

ومن أهم هذه المعايير على الإطلاق: المقارنة

إنّك تظلم نفسك بشدة حينما تقارن نفسك بشخص آخر … صديق أو قريب أو زميل، دخل كلية أخرى أو التحق بمجال دراسي مختلف … تعتقد أنّه أعلى شأنًا … أو أكثر نجاحًا.

فأنت بالفعل تمتلك الكثير من نقاط القوة، والتي تميزك أنت بمفردك عن أي إنسان آخر … أنت تستطيع أيضًا أن تثبت أنّك أكثر نجاحًا وقوةً بتحقيق التفوق في مجال آخر.

أيضًا من هذه المعايير الخاطئة: مصطلح كليات القمة

دعني أخبرك شيئًا … إنّ الطبيب إذا انقطع عن عمله لشهر كامل فلن يشعر به أحد؛ لأنّ المرضى سيبحثون عن بديل آخر.

أمّا عامل النظافة إذا انقطع عن عمله لأسبوع واحد فقط … لصرخ المجتمع من قلة النظافة.

فهل من المنطق أن تصف أحد المجالات بأنّه أهم من البقية؟

المجتمع يا صديقي يحتاج لجميع المجالات … وكل تخصص له أهميته في بناء المجتمع، بل إنّ كل مجال أيضًا به نجومه وعباقرته المميزين … فلماذا تقتصر نجاحك على مجال بعينه وتركز أفكارك عليه … فتفوت الفرصة على نفسك بالتفكر في مجالات قد تكون أنسب بالنسبة إليك.

ومن أشهر المعايير الخاطئة أيضًا: الماديات

هناك أطباء ومهندسين وصيادلة يعيشون في مستوى مادي متوسط … رغم رفعة مهنتهم وقيمتهم الاجتماعية … وهناك محاسبين قانونيين ومحامين ومستثمرين حققوا نجاحًا ماديًا مبهرًا. يمكنك التأكد من هذه المعلومة فقط بنظرة بسيطة للمجتمع الذي تعيش فيه … وستتأكد من هذا بنفسك.

أمّا إذا كنت تعتقد أنّ الرزق متوقف على مجال بعينه … فعفوًا … أنت أحمق.

وإذا كنت تعتقد أنّ الرزق هو مال فقط … فأنت أشد حماقة.

وبغض النظر … تأكد من أنّ نجاحك المادي أيضًا … لا يتوقف على المجال الذي تعمل به … فبمجرد أن تجتهد في تطوير نفسك … وتتقن في عملك أيًا كان … فستصبح مطلوبًا من المجتمع … وسيرتفع المردود المادي رغم أية معوقات.

فعلى أي أساس يجب أن تختار مجالك؟

عليك أولًا أن تسأل نفسك عن السبب الذي خلق بداخلك الرغبة في دخول كلية معينة.

إذا كان أحد المعايير السابقة فلتحمد الله؛ لأنّ هذا المجال لن يكون مناسبًا لك.

ففي البداية يجب عليك فهم شخصيتك … ومعرفة ميولك الشخصية.

هل فكرت يومًا أن تعمل في مهنة الطب مثلًا … بينما شخصيتك لا تتوافق مع حياة الأطباء؟

بمعنى أنّ ميولك الشخصية وطباعك لا تتفق مع أجواء المشافي ومرافقة المرضى لساعات طويلة، هل سألت نفسك إذا كنت ستحب رائحة البنج والأدوية بشكل مستمر؟

أنا لا أفترض أنّك ستحبها أو تكرهها … أنا فقط أدفعك لفهم أعمق لشخصيتك وميولك … وأذكرك بأنّ عليك اختيار المجال الأنسب لك ولشخصيتك بشكل عام.

هل فكرت يومًا أنّ المهندسين يقضون أيامًا طويلة في مواقع العمل المجهدة بدنيًا … يتقلبون بين حرارة الشمس ومخاطر أعمال البناء، بل قد يعملون على بناء مشروع في بيئة صحراوية أو نائية.

كل مجال له سلبياته … فهل فكرت في تقبلك لسلبيات المجال الذي كنت ترجوه؟!!

دعنى أعود معك لنقطة البداية …

ما هي المعايير الأنسب لاختيار مجالك وتحديد رغباتك؟؟؟

أولًا: ميولك الشخصية

ستجد الكثير من الكليات تتفق مع ميولك الشخصية … لا تفكر في العمل الآن … فأنت مازلت في مرحلة الدراسة … ستجد آلاف الطرق المختلفة للعمل في هذا المجال فقط عندما تفكر بطريقة أكثر توسعًا … فلا تربط عملك بوظيفة أو قطاع خاص أو شركة معينة … كتابًا واحدًا قد تؤلفه في مجالك يمكن أن ينقل حياتك بأكملها نقله شاسعة.

إنّ النجاح هنا نتيجةٌ طبيعيةٌ لتوافق مجال العمل مع الميول والرغبات الشخصية … ستجد أنّك تعمل في مجال تحبه، ستجني أرباحك بينما أنت تستمتع بأداء عملك … أليس هذا معيارًا يستحق الاهتمام؟

ثانيًا: التناسب المادي

هل تريد حقًا دخول كلية الطب … بينما المستوى المادي لعائلتك متوسط؟

هل فكرت في مدى الإرهاق المادي الذي ستسببه للأسرة؟

وهل أنت واثق من نجاحك ماديًا بعد التخرج، لتقوم بتعويضهم عن هذا الضغط المرهق؟

أم سيكفيك قول الناس لك (يا دكتور)؟!

ثالثًا: نقط القوة التي لديك

عليك أن تعلم جيدًا … أين تكمن نقاط القوة في شخصيتك … لتلعب عليها في تطوير نفسك مع الوقت … ستنطلق بسرعة الصاروخ في المجال الذي يتفق مع نقاط القوة في شخصيتك.

فإذا كنت تتميز في عمل الرسومات الزيتية مثلًا … بدون دراسة حتى الآن … فما بالك إذا التحقت بكلية التربية النوعية أو إحدى كليات الفنون التطبيقية … فكر قليلًا كيف يمكن أن تنجح في هذا المجال الذي تتفق فيه دراستك مع نقاط قوتك وتميزك؟

كيف تريد دخول كلية الهندسة بينما كنت تشعر بصعوبة مادة الرياضيات، إذا لم يتفق مجالك مع نقاط شخصيتك. لتجد أنّ الدراسة هناك أمرٌ مرهقٌ جدًا.

رابعًا: توافر العمل

نعم … هي آخر نقطة في الأهمية … فرغم أنّى حذرتك سابقًا من الاعتماد على هذا المعيار … إلّا أنّى أضعه الآن بين يديك كمعيار أقل أهمية … دوره ينحصر فقط في المقارنة بين كليتين أو أكثر في نفس المجال.

فحينما تجد صعوبة في تحديد مجال من مجموعة مجالات تراها مناسبة بناءً على المعايير السابقة … يأتي دور توافر العمل … فالكلية ذات مجال العمل المفتوح بالطبع ستكون أكثر توافقًا مع سوق العمل … ولكن عليك أن تتفهم أنّ هذه النوعيات من الكليات تكتظ بأعداد كبيرة من الطلبة، وأيضًا أعداد أكبر من خريجيها … مما سيحتم عليك التميز لتستطيع اقتحام سوق العمل.

اترك تعليقاً

إغلاق