ثقافة الشرق

الأردن.. ملتقى عمّان الثقافي يناقش «الاستثمار في الفن والثقافة»

تنطلق اليوم الثلاثاء في المركز الثقافي الملكي، فعاليات ملتقى عمّان الثقافي في دورته السادسة عشرة، تحت عنوان: «الاستثمار في الفن والثقافة… أردنيًا».

الملتقى الذي يستمر على مدار يومي الثلاثاء والاربعاء، يعقد بمناسبة عيد الجلوس الملكي العشرين، للنظر في سؤال المطلوب في المشهد الثقافي الأردني، لنضع أقدامنا على طريق الاستثمار في الإنتاج الفني والثقافي، من خلال مناقشة محاور رئيسة، من قبل الفنانين والمثقفين والخبراء المعنيين، ثم الخروج بتوصيات لتطوير هذه الصناعة، سيكون على صورة جلسات عامة، وجلسات خاصة تناقش محاور متخصصة في الصناعة الفنية والثقافية، وصولاً إلى جلسة ختامية تتلى فيها التوصيات والنتائج والمخرجات.

ورغم أن هنالك قيمة اقتصادية كبيرة للإنتاج والصناعة الفنية والثقافية والاستثمار فيها، بما يشكّل استثماراً ودخلاً قومياً كبيراً، في مختلف المجالات، إلا أنّ هنالك إجحافاً في تقدير الحكومات الأردنية المتعاقبة لأهمية الثقافة والفنون وقيمتها، إذ تعاني وزارة الثقافة من شحّ الإمكانيات المالية، ومحدودية موازنتها، كما لا يظهر اهتمام حقيقي مصحوباً بدعم معتبر لعملية تطوير الإنتاج الفني والثقافي، ما جعل الثقافة والفنون في ذيل اهتمامات الحكومات وفي قاع سلّم الأولويات.

ولا يخفى أنّ هنالك شعوراً بالظلم والغبن لدى الفنانين والمثقفين الأردنيين، خاصة بعد أن شهد الأردن خلال الأعوام الماضية صعوداً ونموّاً ملحوظاً في حجم الشريحة الاجتماعية المهتمّة بالفنون والثقافة، بخاصة لدى جيل الشباب، سواء في الكتابة
الأدبية والروائية أو الفنون التشكيلية أو المسرح والدراما والموسيقي، وحتى في حجم الهيئات الثقافية وعددها الذي يحوم حول السبعمائة هيئة.

إلاّ أنّ هذه الأنشطة والفعاليات والهيئات الكبيرة تعاني من مشكلات جوهرية، من أبرزها حالة العشوائية في المشهد الثقافي والفني، وغياب التقاليد والمدارس المؤطرة لهذه الأنشطة، فلا نجد هنالك معايير وأسس تقيّم مستوى ما يقدّم بصورة منهجية وعملية، ما أضعف من القدرة على بناء أي مؤشرات تقيس مستوى التقدم أو التأخر أو تساعد في تطوير
الإنتاج الفني والثقافي.

وأنّ جزءاً كبيراً من هذا العمل الثقافي والفني أو النشاط والحراك في هذا المجال ما يزال بدائياً، بلا استراتيجية واضحة ومحددة، وبلا سياسات متكاملة تؤدي إلى تطويره وتصنيعه. وضعف البيئة الحاضنة عموماً للفن والثقافة، ما يجعل كثيراً من هذه الأنشطة تأخذ صيغاً فردية أو محدودة، لا تظهر أثارها على مستوى الصناعة والإنتاج الفني والثقافي.

هذه المؤشرات والمعطيات تضعنا أمام تشخيص واضح، حيث يوجد لدينا إمكانيات وقدرات فنية وثقافية كبيرة ولديها القابلية للتنافس والتطوير لكننا نفتقد إلى السياسات والاستراتيجيات والمناهج التدريبية والبيئات الحاضنة لها لنقلها إلى طور الاستثمار والتصنيع والإنتاج، لتكون مصدر دخل قومي بدلاً من النظر لها بوصفها «عبئاً ثقيلاً» على الموازنة وعلى بنود الدعم من قبل القطاع الخاص.

وتتمثل المهمة الوطنية الرئيسة بالانتقال بالفن والثقافة إلى مجال الاستثمار والصناعة الفنية والثقافية، وهو ما يتطلب خارطة طريق واضحة وجلسات من الحوار والنقاشات والعصف الفكري بين السياسيين والمثقفين والفنانين خارج منطق العتاب والشكوى وتبادل الاتهامات إلى التفكير البرامجي العملي لتحقيق هذه النقلة الضرورية والمهمة.

ملتقىً عمّان الثقافي «الاستثمار في الفن والثقافة… أردنيًا» والذي سيفتتحه وزير الثقافة، سيناقش هذه المفاصل المهمة على مدار يومين ومن خلال جلسات تبدأ بجلسة: «الصناعات الثقافية والفنية: تجارب عربية وعالمية» ويليها جلسة «واقع الصناعات الفنية والثقافية في الأردن»، وفي اليوم الثاني سيكون هنالك جلسات متخصصة بعناوين مختلفة منها: «جلسة المسرح الأردني وفن الكوميديا، جلسة الدراما الأردنية والأفلام، جلسة الموسيقى والأغاني، جلسة الفن التشكيلي، جلسة
النص الأدبي والثقافي، جلسة الإعلام والثقافة».

 

(الرأي)

اترك تعليقاً

إغلاق