جاء كعب بن زهير إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام، متخفيا، لأن النبى كان قد أهدر دمه، وذلك لأنه ناصب النبي العداء، وراح يهجو الرسول ويهاجم الإسلام والمسلمين، لكنه عندما قويت دولة المسلمين، قرر كعب أن يدخل إلى الدين الجديد، لكنه كان خائفا، فوقف بين يدي النبي، وراح ينشده قصيدته التى مطلعها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ/ مُتيَّمٌ إثرها لم يفد مكبولُ
بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ/ مُتيَّمٌ إثرها لم يفد مكبولُ
وما سعاد غداةَ البين إذ رحلوا/ إلا أغن غضيض الطرف مكحول
أرجو وآمل أن تدنو مودتها/ وما إخال لدينا منك تنويل
وكعب هو ابن الشاعر العربى الكبير زهير بن أبى سلمى، وكان يقول الشعر منذ صغره، حتى أن أباه كان ينهاه عن ذلك يخشى أن يكون شعره ضعيفا، وحاول منعه كثيرا وهدده، ولكن كعب لم يتوقف عن قول الشعر حتى اقتنع به أبوه.
أنُبئت أن رسول الله أوعدني/ والعفو عند رسول الله مأمول
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم/ أذنب ولو كثرت فيّ الأقاويل
إن الرسول لنور يُستضاء به/ مهند من سيوف الله مسلول
بعدما مدح كعب بن زهير النبى، وكان صادقا فى مدحه واعتذاره، أعجب النبى عليه الصلاة والسلام بالقصيدة، فقام ومنح كعب بن زهير “بردته الشريفة” دلالة على أنه سامحه، فسميت القصيدة بالبردة، وأصبحت نموذجا يحتذى به فى مدى النبى.
المصدر: اليوم السابع