مقالات

تجنبًا للاحتيال … هكذا يمكنك اكتشاف المنح الدراسية المزيفة

إنّ المنح الدراسية كانت ولا زالت فرصة مهمة في حياة الطلاب؛ من أجل ضمان تعليم أفضل وتحقيق أهداف جمة. إنّها تمثل وسيلة سهلة لا تعوض للانفتاح على العالم الخارجي، واكتساب تجارب واسعة سواءً فيما يخص النطاق التعليمي التعلمي أو الحياتي الاجتماعي. من جهة أخرى، قد تمثل المنح الدراسية لمجموعة من الناس فرصة احتيال ونصب يكسبون عبرها مالًا بطريقة قد يعتبرونها سهلة، مستغلين بذلك رغبة الشباب الملحة في السفر والفوز بالمنحة.

لهذا، سنستعرض وإياكم في القادم من الأسطر أبرز النقاط التي يجب الإلمام بها قبل التقديم على منحة دراسية ما؛ من أجل تفادي الوقوع ضحيةً للاحتيال بمنح مزيفة …

لا تقم بدفع أي مال

إنّ الهدف الرئيسي من عمليات الاحتيال هو بالدرجة الأولى الحصول على المال. لهذا، تذكر أنّ التقديم على منح دراسية ليس بمقابل مالي، ولا حتى رسوم اشتراك أو تسجيل. يكفي إرسال الشهادات والوثائق المطلوبة لفعل ذلك. لهذا، في حال تم طلب دفع مبلغ مالي تحت أي مسمى (رسوم اشتراك، ضرائب محلية، زيادة في فرصة الحصول على المنحة … ) يجب التريث أكثر والتفكير مليًا في الأمر. يمكنك التغاضي عن هذه المنحة أو البحث في بقية العناصر التي قد تثبت مصداقيتها كأن تبعث مثلًا رسالة تستفسر فيها أكثر عن أسباب الدفع وغاياته.

لا تنخدع من مصادر إعلان المنحة

إنّ المصادر المعتادة للمنح الدراسية تبقى الجامعة أو وزارة التعليم العالي بشكل مباشر (إعلانات داخل الحرم الجامعي)، أو عن طريق موقعها الرسمي على الإنترنت. أيضًا، ومع تقدم التكنولوجيا والارتكاز الكبير على الإنترنت ستجد أغلبية المنح معلن عنها في المواقع الرسمية لها أو للمنظمات الراعية لها. في حال وجود مصادر أخرى، ابحث أكثر وحاول أن تجد لها وجودًا في المواقع الرسمية، وإلّا فالأمر ينحاز لنطاق الشبهة غير الموثوقة.

تحقق من المؤسسة أو المنظمة الراعية

إنّ إيجاد المنح في المواقع الرسمية مثلًا للمؤسسات والمنظمات ليس بالأمر الكافٍ لإثبات جديتها وشرعيتها. لهذا، يجب التحقق من شرعية المؤسسة بحد ذاتها. حاول أن تبحث عن نشاطاتها ووظائفها، وهل سبق وأن قدمت منحات دراسية للعموم. هذا سيساعدك على التعرف على خلفية المؤسسة أو المنظمة والاطمئنان لها.

أيضًا وسائل التواصل والمراسلة قد تثبت لك مدى جدية المنحة، فالمؤسسات الوهمية ستخفي غالبًا بياناتها وطرق الاتصال بها. وحتى إن وجدت، فيمكنك أن تبعث بأسئلة على البريد الإلكتروني مثلًا، إن لم تتلقَ أي إجابة فالأمر لا يتعدى كونه عملية نصب، فالمؤسسات الموثوقة توفر كل وسائل التواصل المتاحة والتفاعل الفعال مع المتقدمين للمنحة.

لا تقم بالإدلاء بأي من معلوماتك الشخصية

هناك مجموعة من المعلومات الخاصة التي لا يجب الإدلاء بها في أي حال من الأحوال، كرقم حسابك البنكي مثلًا (في حال تم طلبه من أجل تحويل مبالغ المنحة مثلًا) أو بطائق ائتمانك أو رقم جواز سفرك وغيرها من التفاصيل الخاصة التي إن تم طلبها فالأمر يؤكد على وجود عملية نصب. انتبه جيدًا للبيانات التي يطلب منك ملؤها، وتأكد من أنّها لن تضر بك لا من قريب أو بعيد (يكفي أن تبحث في الإنتريت عن نمادج المعلومات المطلوبة في المنح ومقارنتها بتلك التي أنت مقبل على التقديم فيها).

انتبه لبعض المؤشرات أثناء ملء البيانات

بالتوازي مع النقطة السابقة، يجب أن تنتبه إلى الطريقة التي يطلب منك من خلالها الإدلاء بمعلوماتك، فملء البيانات مثلًا يجب أن يكون بطريقة واضحة، وبتسلسل منطقي موحد إلى شكل ما بين المنح وملفات البيانات. في أغلب الأحيان، يوجد بالأخير خانة يطلب منك فيها الكتابة عن أسباب رغبتك في التقديم على المنحة وغيرها غالبًا لا تتعدى 100 كلمة، والأمر سيان بالنسبة لبقية الأجوبة التي يطلب فيها الدقة وقلة عدد الكلمات.

من المؤشرات التي يجب الانتباه إليها هي “المتطلبات والشروط”، من البديهي أنّ كل متقدم يجب أن تراعى فيه بعض الشروط الشخصية كالسن والجنسية، أو العلمية كالمستوى التعليمي أو الخبرات. لهذا، انبته جيدًا لها، فإن كانت المنحة المتقدم إليها خالية من المتطلبات فإنّها غالبًا مزيفة.

انتبه لمجموعة من العبارات المشبوهة

هناك مجموعة من العبارات التي يجب الانتباه إليها ككثرة العبارات الرسمية، والمصطلحات العملية كالرسوم، والتفاصيل المطولة التي قد تبدو لوهلة ذات قيمة لكنها ليست كذلك. أيضًا، انتبه إلى العبارات التي توحي بشروط الانتقاء والاختيار، فالأحقية دائمًا من نصيب المتقدم الكفْء بعد دراسة معمقة لجميع الملفات من قبل لجنة مختصة، وليس اتباعًا لمبدأ “من يأتي أولًا يخدم أولًا”.

الأختام أيضًا توثيق مؤكد لصحة ومصداقية الوثائق. لهذا، احرص على التأكّد منها ومن شرعيتها أيضًا، فالنصب والاحتيال قد يطال أيضًا تزوير الختوم والشعارات.

لا تصدق المكالمات الهاتفية المجهولة حول نجاحك أو فوزك بالمنحة

في حال تم اختيارك ستتوصل غالبًا بإيميل يخبرك بذلك، وقد يصحب بمكالمة هاتفية بعد ذلك. لهذا، لا تصدق المكالمات المجهولة والتي لا يرفق معها أي وثيقة مكتوبة تثبت صحة قبولك.

أيضًا اطلب من المتحدث التعريف عن نفسه وأطل الحديث معه متسائلًا على تفاصيل أكثر، فإن كان الأمر نصب أو احتيال، فستتأكد من الأمر من طريقة كلامه ومدى إلمامه بالموضوع، وباللغة أيضًا.

قطعًا لن تفوز بمنحة أنت لم تقدم عليها !

اضغط هنا تفز بمنحة! طبعًا لا يحتاج الأمر كثير من الذكاء لإثبات أنّ الأمر نصب واحتيال. سواءً حصلت على إشعار عام أو رسالة على الإيميل أو اتصال، فتأكد أنّك لن تفوز بعشوائية بمنحة أنت لم تقدم إليها، مهما كانت المغريات ومهما كانت أساليب الحوار والإعلام تبدو صحيحة، إلّا أنّ المنح الدراسية تقدم بعد دراسة دقيقة لملفات المترشحين ووفق معايير دقيقة، فإن أنت توصلت في يوم من الأيام بمثل هذه الرسائل يكفي أن ترسم على شفاهك ابتسامة سخرية وتتجاهلها بسخف.

ابحث، وثق بحدسك وأفكارك

إنّ آخر نقطة يجب أن نشير إليها هنا هو أنّ البحث المكثف هو وسيلتك الوحيدة وملاذك الأساسي لاكتشاف مدى صحة أو زور المنحة الدراسية المعلن عنها. لهذا، ابحث بدقة واجمع أكبر قدر من المعلومات عن المنحة ومصدرها، ولا منازع أنّ الإنترنت اليوم بات وسيلة مهمة لتسهيل القيام بذلك. أيضًا، ثق بنفسك وبحدسك، وتأكد أنّ القادم سيكون أفضل وأنجح.

في الأخير، أشير إلى أنّ هذه النقاط المذكورة تبقى نسبية التطبيق، وأعيد تكرار أنّ البحث هو الوسيلة الأنجح للتأكد وحماية نفسك من النصب والاحتيال.

اترك تعليقاً

إغلاق