آداب
كتاب “الحداثة والإبهام” يوضح أسباب خلل اللغة
صدر حديثًا عن المركز القومى للترجمة كتاب تحت عنوان “الحداثة والإبهام”، للكاتب زيجمونت باومان، وترجمة حجاج أبو بكر.
ويقول المؤلف إن جوهر الممارسة الحديثة، ومركز السياسة الحديثة، تواصل الفكر الحديث ومنبع الحياة الحديثة، هو السعى إلى استئصال الابهام بوضع تعريفات دقيقة وتصنيفات محددة وحدود فاصلة بين النظام و الفوضى.
ويوضح أن الوجود يتصف بأنه حديث ما دام ينقسم إلى نظام وفوضى، والصراع من أجل النظام هو حرب الوضوح ضد الابهام، حرب الشفافية ضد الضبابية.
ويعرف الكتب الابهام، بأنه هو إمكانية تصنيف موضوع أو حدث فى أكثر من فئة وهو بذلك خلل فى اللغة، وقصور فى وظيفة التسمية (وظيفة الفصل) المطلوبة من اللغة، ويبتدى الخلل فى عدم الارتياح البالغ الذى نشعر به عندما نعجز عن قراءة الموقف قراءة سليمة، وعن الفصل بين أفعال بديلة.
ويصيف، أننا نرى فى الابهام خللا بسبب القلق الذى يثيره والتردد الذى يترتب عليه، سواء ألقينا باللوم على اللغة لعدم دقتها أو على أنفسنا لاستعمالنا غير المناسب لها، ولكن الابهام ليس نتاجا لانحراف اللغة ولا الكلام، بل هو جانب طبيعى من الممارسة اللغوية، أنه يصدر عن إحدى الوظائف الأساسية للغة، ألا وهى التسمية والتصنيف، ويزداد الابهام كلما زاد اتقان تلك الوظيفة ومن ثم فان الابهام هو الأنا الأخرى للغة ورفيقها الدائم، بل وضعها الطبيعى .
ويرى الكاتب أنه من خلال وظيفة التسمية أو التصنيف ترسخ اللغة نفسها بين عالم يحافظ على النظام ويقوم على أساس صلب، ويصلح للعيش البشرى، وعالم متقلب من العشوائية تصير فيه أسلحة البقاء البشرى– الذاكرة والقدرة على التعلم- عديمة الجدوى أن لم تكن انتحارية تماما.
غلاف كتاب الحداثة والإبهام
ويكمل المؤلف قائلا: لقد وعدت الحداثة بالقضاء على الابهام، وتأسيس الوضوح التام والوصول إلى لحظة فردوسية ينتهى عندها الابهام، فكيف حاولت الحداثة أن تفى بوعدها؟، وكيف يمكن فهم البناء الاجتماعى والذاتى للإبهام على ضوء التاريخ الحديث للجماعات اليهودية وأبرز إعلامها ؟، ويسأل الكتاب وهل نجحت الحداثة فى القضاء على الابهام؟، ونجد إجابة السؤال داخل الكتاب.
(اليوم السابع)