ادب الروايةسلايد 1

“القلب ينتصر دائماً ” رواية تسلط الضوء على مشاعر الرجل

“القلب ينتصر دائما” رواية رومانسية جديدة للكاتبة إيمان العمرى تخفى بين سطورها ملحمة مقاومة من أجل استعادة أمجاد وطن، ويأخذنا فيها السرد غير التقليدى إلى تلك الآفاق غير المطروقة من الأدب النسوى حيث تسترق فيها كل من الكاتبة وبطلتها النظر إلى البطل ويشاركها القارئ فى التلصص عليه، عند قراءة رواية “القلب ينتصر دائما” التى صدرت عن دار كليوباترا للنشر والتوزيع، والتي يتضح من خلاله بشكل جلى أن كاتبته إيمان العمرى لم تتخلى بشكل مطلق عن الحس المطالب بمساواة المرأة بالرجل خلال قيامها بالسرد الروائى.

غلاف القلب ينتصرغلاف القلب ينتصر

ولا تعد إيمان العمرى نفسها من كتاب الأدب النسوى فالمصطلح فى حد ذاته مازال مختلفا عليه بل ويرى فيه البعض تصنيفا بيولوجيا لمنتج إبداعى لا تخضع له الرواية الرومانسية إذا ما كتبها الرجل، إلا إن كل رواية تتضمن ملامح من حياة كاتبها، فالرواية لا سيما الرومانسية منطقه الصحفى الحرة التى يترك فيها العنان لخياله غير ملزم بأصول صياغة الخبر المهنية أو اللغوية، فنجد الكاتبة قد نوعت فى روايتها ما بين الفصحى والعامية، ويذخر التاريخ الروائى بهؤلاء العابرون من الكتابة الصحفية إلى الكتابة الروائية، على سبيل المثال، تشارلز ديكنز ومارك توين.

وفى السياق نفسه نجد أن الكاتبة حائزة على جائزة جريدة الأدب عام 1994عن قصتها “المقعد الخالي” فى بداية مشوارها الصحفي.

إيمان العمرى نجحت فى سرد تفاصيل عن البطل واستعرضت طوله ولون بشرته وتلصصت عليه فى غرفته وهو يحادث شبح أمه واسترقت السمع الى حواراته المطولة مع قلبه، وصورت أحاسيس الحب وكيف يخطط لإبهار دانا.

أما المرة الوحيدة التى نظرت فيها البطلة “دانا” فى المرآة كان ذلك فى مرآة سيارتها، ولم يكن ذلك للاطمئنان على شكلها بل لتتطلع الى سيف وهو يقود سيارته ،  فنجحت كل من الكاتبة والبطلة فى دعوة القارئ للانضمام إليهن فى التلصص على البطل.

 نساء حماة للوطن ورمزا له

ترسم إيمان العمرى صورة لمصر من خلال عزبة القناطر التى يحاول أحد الأثرياء شرءاها لتتطور القصة إلى مقاومة رومانسية أشبه بأدب المقاومة ضد أولئك الذين هم على استعداد لبيع الأرض للأجانب.

وتدور تلك الأحداث بينما تظل والدة سيف (البطل) متشبثة بالحفاظ على القصر والعزبة ولم يشاركها الرغبة سوى سيف بينما كان زوجها وابنها محمود يدفعان فى اتجاه البيع.

ولطالما كانت صورة الأم والابن حماة الشعب جزءا من التراث الشعبى فأنعكس ذلك على سبيل المثال فى تقديس إيزيس وابنها حورس مرورا بمريم العذراء وابنها عيسى ثم بالسيدة زينب، فلا عجب أن يصر سيف على نقل ملكية القصر من والدته إلى دانا ويكلفها أيضا بزراعة الأرض، ويأتى محمود شقيق سيف ليمثل النوع الآخر من أبناء المحروسة فهو “العدو الداخلي”.

ولن يختلف اثنان على أن مشهد الدفاع عن ليس الا تجسيد لحماية أرض مصر، وجاء مشهد محاولة اغتصاب محمود لإحدى الفلاحات وتدخل سيف لإنقاذها ليؤكد هذه الفكرة.

ويتسق هذا التركيز على مكانة المرأة ودورها مع غياب الصور البطريركية/ الأبوية فى الرواية، فقد مات الأب والعم قبل أن تبدأ القصة،

وأهدت إيمان العمرى روايتها للنساء الأقرب إلى قلبها: جدتها، والدتها وأختها، وابنة أختها، وأستاذتها، وجارتها المسنة واثنتين من جيران الطفولة.

المصدر: اليوم السابع

اترك تعليقاً

إغلاق