ثقافة الغربثقافة عالمية
100 رواية أفريقية.. “أشياء تتداعى” عن حياة قبائل نيجيريا وتأثرها بالاحتلال
كتبت “الأشياء تتداعى” باللغة الإنجليزية وصدرت عام 1958 عن دار وليام هاينمان فى المملكة المتحدة، وينظر لهذه الرواية على أنها أدب أفريقى توراتى حديث بالإنجليزية، وهى إحدى أولى الروايات التى حصلت على إشادة من النقاد العالميين، وتعتبر هذه الرواية كتابًا أساسيًا فى المدارس فى جميع أنحاء أفريقيا، ويتداولها القرّاء على نطاق واسع فى الدولة الناطقة باللغة الإنجليزية فى جميع أنحاء العالم، استلهم تشينوا اسم الرواية من قصيدة لويليام بتلر ييتس بعنوان “الآتى التالى“.
وتدور أحداث الرواية حول رجل يكافح ضد الإرث المهين الذى تركه له والده، والذى كان مديوناً ولا يعرف إلا حب العزف على آلة الفلوت.
كما تتناول القصة التعقيدات والتناقضات التى نشأت منذ وصول البعثات التبشيرية إلى قرية أموفويا، وتعرض الرواية ألوان الصراع الثقافى، خاصة التى ظهرت بين تقاليد قبائل الأجبو والعقيدة المسيحية، ومن خلال القصة يستعرض “أتشيبى” بعضاً من الحكايات الشعبية، التى تنبع من نشأته.
تصوّر الرواية حياة “أوكونوكو”، زعيم وبطل مصارعة محلى فى يوموفيا، وهى واحدة من مجموعة من تسع قرى خيالية فى نيجيريا، يسكنها إغبو (شعب) (فى روية “إيبو”). وتصف عائلته وتاريخه الشخصى وعادات مجتمع الإيبو، وتأثير الإمبراطورية البريطانية والمبشرون المسيحيون على مجتمع الإيبو خلال أواخر القرن التاسع عشر.
وعن الرواية قال صبحى موسى فى” الحياة” هى واحدة من الروايات المنتمية إلى عصر الكولونيالية، فيرصد الكاتب عالمه بعين الباحث الأنثربولوجى عن عادات الشعوب البدائية وتقاليدها وثقافتها، موضحاً المفاتيح الأساسية فى حياة هذه الشعوب، من هذا المنطلق جاءت “أشياء تتداعى” لتقدم لنا حياة قبيلة أفريقية تؤمن بأرواح الأسلاف وحضورها فى حياة أحفادها.
وبحسب الكاتب أحمد حلمى، فى «أشياء تتداعى» يحاول المؤلف أن يضع الأطر المنطقية لنتائج تبدو للوهلة الأولى غير منطقية، يحاول تفكيك مفردات حياة القبائل البدائية التى صورها الأدب الأوروبى كمجموعة من الحيوانات التى تفتقد الحضارة. الحقيقة أنه لم يقم بحكى حكاية منحازة لقومه مطلقًا، لقد كان ناقدًا قاسيًا جدًا لأوضاعهم، لكنه قام بنقل كل شيء من الداخل كما هو.
يحاول أتشيبى أن يوضح فى معرض حكايته أن انهيار حضارة الايبو ومعها انهيار بطله لم يكن ناتجًاذ عن ضعف إيمانه، أو النقص الذى كان يعترى عقيدته، أو الثغرات الحضارية التى أبرزها بنفسه، إنما الأمر كان أقوى منهم لما تقدمه الحياة والمعتقدات الوافدة من خيارات أكثر رحابة مما حمل القرويين على الاستجابة للمد الجديد، وأتاح الفرصة للسيطرة عليهم وهدم مقدساتهم بسهولة.
(اليوم السابع)