نلقى الضوء على كتاب “عمل عميق” لـ كال نيوبورت، والذى يتبع مفهوم هذا المصطلح، كى نعرف الطريقة المثلى للقيام بواجباتنا على أفضل ما يكون.
يقول الكتاب:
إن العمل العميق ضرورى لانتزاع كل قطرة أخيرة ذات قيمة من قدراتك الفكرية الحالية، ونحن الآن نعرف من خلال عقود من البحث فى كل من علم النفس وعلم الأعصاب أن حالة جهدك العقلى التى تصاحب العمل العميق ضرورية أيضًا لتطوير قدراتك.
فالعمل العميق، بعبارة أخرى، يعبر فعليًّا عن نوع الجهد المطلوب للصمود فى أى مجال يتطلب إدراكا مثل طب النفس الأكاديمى فى مطلع القرن العشرين.
ويقول المؤلف إن مصطلح “العمل العميق” من ابتكاره، ولم يستخدمه “كارل يونج”، ولكن أعماله خلال هذه الفترة كانت أعمال شخص استوعب المفهوم الضمنى لهذا المصطلح، حيث قام ببناء برج حجرى فى الغابة لتعزيز العمل العميق فى حياته المهنية – وهى مهمة تطلبت وقتًا وطاقة ومالًا، وقد أبعدته أيضًا عن المزيد من الأعمال العاجلة.
وكما كتب “ماسون كوري”، قلصت رحلات “يونج” المنتظمة إلى بولينجن من حجم الوقت الذى قضاه فى عمله الإكلينيكى، مشيرا إلى أنه: “بالرغم من أن “يونج” كان لديه العديد من المرضى الذين يعتمدون عليه، لم يخجل من استقطاع بعض الوقت لنفسه”، فالعمل العميق، بالرغم من عبء تصنيفه كإحدى الأولويات، كان ضروريًّا لهدفه المتمثل فى تغيير العالم.
فى الواقع، إذا درست حياة غيره من الشخصيات البارزة والمؤثرة سواء من التاريخ البعيد أو القريب، سوف تجد أن الالتزام بالعمل العميق فكرة مشتركة.
فقد سبق “ميشيل دى مونتين” – رائد المقالة فى القرن السادس عشرة، على سبيل المثال، “يونج” فى العمل داخل مكتبة خاصة بناها فى البرج الجنوبى المطل على السور الحجرى لقصره الفرنسي، بينما ألف “مارك توين” جزءًا كبيرًا من كتاب “مغامرات توم سوير” داخل كوخ فى ضيعة كوارى فارم بنيويورك، حيث كان يقضى فصل الصيف،وكان “توين” يدرس فى عزلة تامة فى مكان بعيد عن المنزل الرئيسى لدرجة أن عائلته اعتادت أن تقرع الجرس لجذب انتباهه إلى مواعيد الوجبات.
المصدر: