وجوه لم تلمع في أدوار البطولة، لكنها استطاعت أن تترك بصمتها لسنوات طويلة، حينما ارتضت أن تبقى في الظل رفيقة للبطل دائما، دون أن تطمع يوما ما في نصيب أكبر.
من بين تلك الوجوه كان الفنان الراحل قاسم الدالي، الذي غادر عالمنا العام الماضي عن عمر ناهز الـ 80 عاما، بعدما ظل في سنواته الأخيرة يصارع المرض.
أبو القاسم حسين الدالي أو كما عرف سينمائيا باسم قاسم الدالي، ولد في عام 1939، وتخرج في كلية التجارة، فنان عرف بمشاركته في أدوار صغيرة، وكان من أبرز الفنانين الذين جسدوا شخصية “المخبر” في السينما، وكذلك قدم شخصية رجل الحي الشعبي.
انطلقت مسيرة الراحل في سبعينيات القرن الماضي حينما شارك في عدد من المسرحيات والأعمال التلفزيونية، قبل أن يرافق عادل إمام في عدد كبير من أعماله.
حيث شارك معه في أفلام “شعبان تحت الصفر” و”المشبوه” و”عنتر شايل سيفه” و”المتسول” و”أنا اللي قتلت الحنش”، وغيرها من الأعمال، خاصة أن عادل إمام كان دائم الاستعانة به في الأفلام التي يقدمها.
وكانت إطلالة الدالي تحمل طابعا كوميديا على الرغم من أن دوره لم يكن يحتوي إلا على مشاهد قليلة للغاية، فيما كان مشهده بفيلم “الفرن” بصحبة عادل أدهم واحدا من أهم المشاهد التي يتذكرها الجمهور له.
حينما جسد شخصية العامل الذي لا يستطيع الحصول على حقوقه داخل محل عمله، فيحاول إثارة زملائه على مالك الفرن، إلا أنه في النهاية يتعرض لضرب مبرح على يد عادل أدهم.
وقدم الراحل شخصية المخبر في العديد من أعماله، فظهر بتلك الشخصية في أفلام “ليلة القبض على فاطمة” و”رمضان فوق البركان” و”النمر والأنثى”، قبل أن يصعد خطوة في سلم البوليس السينمائي ويقدم شخصية “مأمور القسم” في فيلم “الذل” الذي عرض عام 1990.
وبعدها عاد مرة أخرى للعب شخصية المخبر، ولكن هذه المرة في الدراما من خلال مسلسلي “أوراق مصرية” و”حروف النصب”، فيما كان له نصيب من المشاركة في أعمال درامية مميزة أبرزها “المال والبنون” و”كناريا وشركاه” و”السيرة الهلالية”.
وجاء مسلسل “خيبر” ليكون آخر الأعمال التي قدمها الراحل قبل 7 سنوات، ليغيب بعدها بسبب رحلته مع المرض، ووافته المنية في العام الماضي.