آدابتقريرسلايد 1

نصائح من المثقفين لشباب يشرعون فى قراءة أعمال نجيب محفوظ للمرة الأولى

يظل الأديب العالمى نجيب محفوظ أيقونة مضيئة فى عالم الأدب والإبداع، فهو العربى الوحيد الذى حصل على جائزة نوبل عام 1988م، واليوم تمر ذكرى رحيله، إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 30 أغسطس من عام 2006م، تاركًا أرثًا ثقافيًا كبيرًا يظل كنزًا لأجيال متعاقبة، واليوم تواصلنا مع الكاتب الكبير محمد سلماوى، والناقد الدكتور حسين حمودة، للإجابة عن سؤال وهو: هل هناك نصائح يمكن تقديمها للشباب الذين يشرعون فى قراءة أعمال نجيب محفوظ للمرة الأولى؟

وقال الكاتب الكبير محمد سلماوى: هذا السؤال صعب جدًا، لأن نجيب محفوظ شأنه شأن كثير من الكتاب والفنانين الكبار لهم عدة مراحل، وكل مرحلة تختلف أعمالها عن أعمال المرحلة الأخرى، فلو بدأ إنسان يقرأ عملا من أعمال نجيب محفوظ سيأخذ فكرة عن المرحلة التى ينتمى إليها هذا العمل، لكن تظل هناك مراحل اخرى مختلفة كثيرًا عما قرأه، فإلى جانب المرحلة الواقعية التى تنتمى إليها “الثلاثية”، كانت هناك قبلها المرحلة الفرعونية، ومنها “كفاح طيبة”، ثم أتت بعدها المرحلة الرمزية وتمثلت أساسًا فى “أولاد حارتنا”، ثم جاءت بعد ذلك المرحلة الفلسفية، ومنها “اللص والكلاب”، ثم هناك المرحلة الأخيرة التى كتب فيها “أصداء السيرة الذاتية” “وأحلام فترة النقاهة”.

وأوضح محمد سلماوى، فى تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع”، أن كل من هذه الأعمال التى ذكرتها تختلف فيما بينها، لذلك إذا أراد أى قارئ أن يأخذ فكرة صادقة وشاملة عن إنتاج العالمى نجيب محفوظ الثرى، فعليه أن يقرأ كلا من هذه الأعمال التى ذكرتها، ولا يكتفى بعمل واحد فقط.

ومن جانبه قال الناقد الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى جامعة القاهرة، الإجابة عن هذه السؤال تفترض أن صاحبها هو فى موقع “الناصح”، وأنا لست كذلك، لكننى، فقط، أتيحت لى فرصة لقراءة أعمال محفوظ كلها تقريبا، وقرأت بعضها أكثر من مرة، كما أننى قد بدأت هذه القراءة منذ فترة مبكرة، ومن هنا أتكلم من موقع مقدّم الاقتراحات وليس النصائح.

وتابع الدكتور حسين حمودة:ولحسن الحظ فإن أعمال محفوظ فيها تنوع كبير للعوالم، وتعدد واضح فى طرائق الكتابة وأساليبها، وتباين فى طرق بنائها، مما يجعلها تسمح بقراءاتها انطلاقا من نقاط بداية عديدة ومن اهتمامات متنوعة.

وأضاف، ومن يعجبون بتأمل الوجوه المتعددة للحقيقة الواحدة معهم  رواية “ميرامار”، ومن يعجبون بموضوعية “الريبورتاج الصحفى”، وبحث التعدد فى الآراء، فضلا عن محبة التاريخ المصرى القديم، عندهم رواية “العائش فى الحقيقة”، ومن لديهم شغف بسجل الحياة المصرية، الاجتماعية والسياسية، خلال العقود الأولى من القرن الماضى، وبحركة الزمن وتأثيره على الناس والأماكن، معهم رواية “الثلاثية”، ومن تجذبهم تأملات التاريخ الروحى للبشر لديهم “أولاد حارتنا”، ومن يحبون القصة القصيرة فأمامهم عدد من المجموعات القصصية، خصوصا “بيت سيئ السمعة” و”دنيا الله”، أما من يميلون إلى الأشكال الأدبية القصيرة المختزلة المركزّة، فيمكنهم البدء بالقسم الثانى من “رأيت فيما يرى النائم”، أو من “أصداء السيرة الذاتية” أو من “أحلام فترة النقاهة”.

وقال الدكتور حسين حمودة: أتصور، بعد اختيار نقطة البداية المناسبة، المتوافقة مع الاهتمام أو التوجه أو الذائقة، أن من الممكن، للقارئ الشاب أو القارئة الشابة، التركيز فى القراءات التالية لأعمال محفوظ على ما يروقه أو يروقها من أعمال أخرى سارت فى الوجهة نفسها التى استهلتها نقطة البداية، أو التعرف على وجهات أخرى فى عالم محفوظ.. وطبعا يمكن إعادة قراءة العمل الواحد فى حالة الإعجاب به، واستكشاف ما لم يتكشف مع القراءة الأولى، والمؤكد أن هناك مكافأة، من متعة خالصة، مع كل قراءة، أولى أو ثانية، لعمل من أعمال نجيب محفوظ، سواء تلك الأعمال التى أشرت إليها أو أعماله الأخرى التى لم أشر إليها.

المصدر: اليوم السابع

اترك تعليقاً

إغلاق