اللغة العربيةالنحو والصرفثقافة اسلاميةسلايد 1
جمال القرآن.. “ويجعل لكم نورا تمشون به” بلاغة الوصف فى هدى الله للقلوب
فى القرآن الكريم صور بلاغية عظيمة وتعبيرات جمالية جديرة بالتوقف، أمام هذا النص الإلهى البليغ، ومعجزة الله الكلامية التى جاء بها النبى محمد صلى الله عليه وسلم، ليرى الناس الهدى والفرقان ويهديهم من الظلمات إلى النور، فجاء كآية للناس بجلال كلماته وجمال مفرداته وعظمة بلاغته، ليظل “الفرقان” و”البيان” لدى الناس، قادر على جذب أسماعهم وأبصارهم، ويأسر قلوبهم.
وفى القرآن العديد من الآيات التى نزلت بلغة جميلة ووجيزة قادرة على التعبير الجمالى والتصوير الفنى، ومفردات كثيرة زينها الحسن والإبداع والإتقان، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (28)
خلق الله الحب والخير، وجعل القرآن النور الذى نهتدى به، خلق بداخلنا الإيمان والحب وعندما نعيشه وكأن القلب وصل إلى الإيمان وكأن الروح وصلت إلى الكمال، الله يهدينا الطريق ويصنعه إلينا وفيه نجد “نوره” الذى وضعه كى يضئ قلوبنا ويسحر أبصارنا.
وفى تفسير ابن كثير: (ويجعل لكم نورا تمشون به) يعني: هدى يتبصر به من العمى والجهالة، ويغفر لكم، فضلهم بالنور والمغفرة، ورواه ابن جرير عنه، وقيل يعطيكم علما وهدى ونورا تمشون به فى ظلمات الجهل، ويغفر لكم السيئات.
وفى تفسير البغوى: (ويجعل لكم نورا تمشون به ) قال ابن عباس ومقاتل: يعنى على الصراط، كما قال: “نورهم يسعى بين أيديهم” (التحريم – 8) ويروى عن ابن عباس رضى الله عنهما: أن النور هو القرآن، وقال آخرون: عُنِى بالنور فى هذا الموضع: الهدى.
وأولى الأقوال فى ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره وعد هؤلاء القوم أن يجعل لهم نورا يمشون به، والقرآن، مع اتباع رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم نور لمن آمن بهما وصدّقهما، وهدى؛ لأن من آمن بذلك، فقد اهتدى.
المصدر: اليوم السابع