يشارك فيلم “سلام كاكا” السعودي بانطلاقة الدورة السادسة من مهرجان أفلام السعودية “افتراضيا”، مع 54 فيلما و170 سيناريو آخرين.
ويروي الفيلم حكاية صداقة نشأت في فوضى مخيمات اللجوء، بين فتاة عربية مكفوفة البصر “صبا” وطفل كردي “هيمين”.
بدوره، روى كاتب ومخرج الفيلم السعودي علي دواس من أبناء منطقة نجران، سبب تسمية الفيلم، والذي جاء مزجاً بين اللغتين الكردية والعربية، لأن كلمة “كاكا” تعني بالكردي “صديقي العزيز” وتعبر هذه الكلمة عن الاحترام للشخص، مضيفاً أن رسالة الفيلم هي السلام والصداقة، لأن كل الشخصيتين تبحثان عن السلام.
فكرة الفيلم
وعن قصة الفيلم قال دواس: “الفكرة كانت بعد إصابة أحد أصدقائي بالعمى إثر مقذوفة سقطت في نجران، وكان سؤالي وقتها كيف سيعيش هذا المصاب؟”.
وتابع: “بدأت الفكرة بالتمخض، وأردت أن أجد الجواب بصناعة فيلم يضع الشخصية الأساسية في موقف مماثل، ولكن أحببت أن أضيق الخناق على هذه الشخصية داخل الفيلم، وبسبب اهتمامي الشخصي باللاجئين، قررت أن تكون قصة هذه الشخصية داخل أحد الملاجئ، وقررت أن تكون فتاة وحيدة، وحين شرعت بالكتابة بدأت شخصية الطفل تتجلى لي كشيء ملح، ولم أغفل قضية وجود أكراد يعيشون في الملاجئ، فكثيراً ما يتصور البعض أنه لا يوجد في الملاجئ العربية غير العرب، ومن هنا وجدت نفسي أصنع شخصية كردية يانعة ويقابلها شخصية عربية”.
وأضاف: “لم أحب جعل القصة تركز على قضية الملاجئ واللاجئين، وفقدانهم لمنازلهم وعيشهم في الملاجئ، وإنما أردت أن أبرز قصة إنسانية، تقع في أي مكان وتحت أي ظرف، وبطريقة أخرى أردت أن أقول، إنه مهما كان حجم المصائب، هناك متسع للحكايات الجميلة التي تبعث بالأمل، هناك مجال لبدايات جديدة مهما صغر حجمها، فالشعور بالمحبة والانتماء حق لكل إنسان”.
تحدي المصاعب
وتابع الحديث: “واجهتُ الكثير من المصاعب، وتغيرت القصة كثيراً عما كتبته أول مرة، وحتى أثناء التصوير واجهتنا الكثير من المشاكل، فميزانية الفيلم كانت ضعيفة جداً، ولم تكن تحتمل أي خطأ، وكنت مجبورا على تصوير الفيلم في أربعة أيام، وفي ثلاثة مواقع مختلفة، ومع ذلك فقد توقف العمل لمدة ست ساعات بسبب أن طاقم التصميم لم يستطع أن يصمم مخيمات مشابهة لمخيمات الملاجئ، واضطررت لاستخدام مخيمات جاهزة مع عمل بعض التغييرات، وهذه التجربة يمر فيها كثير من المخرجين، فكيف بي وأنا أقدم أول تجربة لإخراج فيلم درامي إخراجاً سينمائياً”.
وأوضح أن “اختيار الممثلين حكاية أخرى، فالتصوير كان في لوس أنجلوس، وكان عدد الممثلين العرب في منطقة لوس أنجلوس الذين أستطيع دفع تكاليفهم شبه معدومة، وقد قابلت أكثر من 200 ممثل وممثلة لأجد المناسب، وقبل التصوير بما يقارب ثلاثة أسابيع توفقت بالفنانة نور بيطار وعمر عبدالعزيز”.
وقال: “عندما نتكلم عن تجربة أولى من المؤكد وجود أخطاء، رغم ذلك فقد حاز الفيلم رضا لجنة التحكيم ليترشح لمسابقة المهرجان، والكثير أشادوا بالفكرة والعرض وطريقة التصوير والموسيقى”.
البيئة النجرانية وتأثيرها
إلى ذلك، كشف الكاتب عن تأثير البيئة النجرانية وإمكانية الخروج منها بأفكار، حيث قال دواس: “بكل تأكيد أن لنجران أثرا كبيرا على أفكاري، وبالرغم من أنني حاولت جاهداً في فيلم “سلام كاكا” ألا أجعل البيئة النجرانية مؤثرة على هوية الفيلم، إلا أن شقاوة الأطفال في الفيلم مستمدة من واقع طفولتي”.
المصدر: العربية نت