ابن البواب.. أشهر الخطاطين فى العربية ومبدع زخرفة النصوص القرآنية

أحد أعظم من خطت يده نصوص القرآن الكريم، رسم حروف الذكر الحكيم وكأنه يرسم لوحات بديعة الصنع، عظيمة الفن، خلد فى التاريخ فأصبح واحد من الخطاطين فى التاريخ الإسلامى، وأحد المطورين العظماء فى فن الخط العربى، إنه الخطاط العربى ابن البواب.

هو أبو الحسن على بن هلال بن عبد العزيز، المعروف بـ ابن البواب “توفى 2 جمادى الأولى 413هـ/3 أغسطس 1022 م”، وسمى ابن البواب لأن أباه كان يعمل بوابا، ولا يعرف على وجه اليقين تاريخ مولده، وإن كان يرجح أنه ولد فى حدود سنة 350 هـ الموافق 961 م، إضافة لكونه خطاطاً فهو أيضاً كان يمارس الزخرفة والتزويق.

ومؤخرا عرض الأديب الكبير الدكتور يوسف زيدان، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” مخطوطة للمصحف من إبداع أحد عباقرة الخط العربى وهو ابن البواب، تعود لنهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس الهجرى، وهى واحدة من أقدم وأجمل مخطوطات القرآن الكريم.

ترك ابن البواب منظومة فى فن الخط وآثارًا فنية خطها للمصحف الشريف وبعض الكتب، أما المنظومة فهى: رائية ابن البواب فى الخط والقلم، وهى فى أدوات الكتابة، وقد نشرها نفر من الباحثين مثل: محمد بهجة الأثرى، ولها شرح بقلم ابن الوحيد شرف الدين محمد بن شريف الزرعى، المتوفى فى القاهرة سنة (711هـ الموافق 1311م بعنوان “شرح ابن الوحيد على رائية ابن البواب”، ونشر هذا الشرح فى تونس سنة 1387هـ الموافق 1967م.

ومن آثاره الباقية: المصحف الذى كتبه فى بغداد سنة (391هـ = 1000م)، وهو محفوظ فى مكتبة “جستر بيتي” فى دبلن بأيرلندا، وهو مزخرف زخرفة رائعة لا تقل جمالاً عن خطه، وهى من عمل ابن البواب نفسه.

وخط رسالة أبى عثمان بن بحر الجاحظ فى مدح الكتب والحث على جمعها، وهى محفوظة فى خزانة متحف الآثار التركية الإسلامية بالآستانة، وهى مختومة بقوله: “كتبه على بن هلال حامد الله تعالى على نعمة”.

وخط شعر سلامة بن جندل، وتحتفظ خزانة “قصر بغداد” بمتحف “سراى طوب قبو” بالآستانة بنسخة منها، كما تحتفظ مكتبة “آيا صوفيا” بالآستانة بنسخة أخرى، ومن آثاره التى وصلتنا “دعاء روى عن زيد بن ثابت”، وديوان شعر الحادرة، وهو من مخطوطات دار الكتب المصرية، ورسالة أحمد بن الواثق إلى محمد بن يزيد التمالى النحوى يسأله عن أفضل البلاغتين.

يذكر المؤرخون أن ابن البواب هذب طريقة ابن مقلة الخطاط العظيم، ونقحها وكساها طلاوة وبهجة، ومن آثاره الباقية منظومة فى فن الخط وآثارًا فنية خطها للمصحف الشريف وبعض الكتب. أما المنظومة فهي: رائية ابن البواب فى الخط والقلم، وخط رسالة أبى عثمان بن بحر الجاحظ فى مدح الكتب والحث على جمعها، وهى محفوظة فى خزانة متحف الآثار التركية الإسلامية بالآستانة.

وقد لقى ابن البواب الثناء والتقدير من المؤرخين، فأجمعوا على أنه كان إمامًا فى الخط لم ينافسه أحد، ولقبوه بألقاب بديعة، فيقول عنه الذهبي: إنه ملك الكتابة، ولقبه المؤرخ ابن الفوطى بأنه “قلم الله فى أرضه”، ومدحه ابن الرومى.

وقد درس المستشرق “رايس” خصائص خط ابن البواب، مستعينًا بالمصحف الشريف الذى خطّه ابن البواب، والمحفوظ فى مكتبة “جستر بيتي” بدبلن، وقام بالمحاولة نفسها الباحث العراقى هلال ناجى فى كتابه “ابن البواب” عبقرى الخط العربى عبر العصور، واستطاع أن يقف على خصائص طريقة ابن البواب فى الكتابة من خلال الاستعانة بنصوص له، تصف الطريقة المثلى لشكل كل حرف وهيئته.

المصدر: اليوم السابع