من المجموعات القصصية المميزة التى صدرت فى السنوات الأخيرة، مجموعة الكاتبة والروائية سمر نور “فى بيت مصاص الدماء” الصادرة عن هيئة الكتاب عام 2017، والتى فازت بجائزة ساويرس الثقافية، و”فى بيت مصاص دماء” هى المجموعة القصصية الثالثة لسمر نور، التى صدر لها من قبل مجموعة قصصية وتشكيلية بعنوان “معراج”، عن سلسلة إبداعات بالهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2004، ومجموعة قصصية بعنوان “بريق لا يحتمل” عن دار ملامح للنشر عام 2008.
“فى هذه المجموعة توازن سمر نور بين عالمين، واقعى وغرائبي، كلاهما يبدو مرهونًا لحقيقة مفترضة ينطلق منها الأبطال فى مسارهم اليومى والمتخيل. هناك دراكولا، وديناصور صغير، وبطلة خلف القضبان، وشاب منتحر لأسباب مجهولة، وراكب أتوبيس تلقى ضربة شمس، وفتاة عمياء تبحث عن مَن يقرأ لها الصحف. إنهم حقيقيون جدّا، وعبثيون أيضًا لأن كيانهم ككل يقوم على تركيب أسطورى لا يثق بالخيال وحده لذا ينطلق من أرض الواقع الصلبة ثم يعمل على تشكيل مفرداته الخاصة التى تتجلى فى القصص وأجوائها حيث تكاد لا تخلو أى قصة من هذه المراوحة الضبابية، الناتجة عن وجود خلل ما أفقد الأبطال توازنهم الواقعي، هم ينطلقون من حقيقة ملموسة، معاشة، مرئية، لكنها منقوعة بدمار بين لذا يمضون بعيدا بحثا عن سلام ما، إلا أنهم يتعثرون بسبب انحراف غير مقصود قادهم إليه زلة حدث مفاجئ يعبر بهم من المنطق إلى اللامنطق والجنون”.
يقول محمد سرساوى عن المجموعة: “تبحث شخصيات الأديبة سمر نور القصصية فى مجموعتها “فى بيت مصاص الدماء” –الصادرة حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب- عن تفسير مفهوم الاستقلال، وهذا ما نلاحظه فى بطلة القصة الأولى “غرفة تخص صبرى وحده” التى تحكى عن محررة صحفية تم تكليفها بعمل قصة إنسانية عن إنتحار نقاش أسمه صبرى، عندما تدخل المحررة مسرح الجريمة، وهو منزله التى يتكون من غرفة واحدة، و”جدران الغرفة المشقوقة ممتلئة عن آخرها برسوم ملونة وأخرى بالفحم، مناظر طبيعية لزرع وطيور وأشجار، جو ريفى ووجه فتاة صغيرة بعينين سوداوين واسعتين مكحولتين وشعر طويل أسود وغجرى، تتكرر صورتها فى أنحاء الجدار، فى أماكن أخرى من الجدار رسومات بالفحم لمجموعة من النسوة بأعمار مختلفة متشحات بالسواد جالسات فى وضع القرفصاء. شعرت أن هذه الرسومات الجميلة تتناقض مع روح المكان العشوائى بقذارته، والروائح المميتة و المنتشرة فى أركانه، وكأن مصدر جمال تلك الرسومات البسيطة هو وجودها بين كل هذا القبح المسيطر على الحارة المتربة”.
المصدر: اليوم السابع