ثقافة اسلاميةسلايد 1
البعض آمن بالنبى ثم نافق أو كفر.. ما يقوله التراث الإسلامى
عانى المسلمون فى المدينة المنورة من المنافقين الذين كانوا يؤمنون بألسنتهم ويكفرون بقلوبهم، وهم أشد خطرا من الكفار الواضحين فى عدائهم، وقد عرف النبى عددا منهم.. فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان “فصل كفر بعض المنافقين من الأوس والخزرج بعد إسلامهم”
ذكر ابن إسحاق من مال إلى هؤلاء الأضداد من اليهود من المنافقين من الأوس والخزرج فمن الأوس: زوى بن الحارث، وجلاس بن سويد بن الصامت الأنصارى، وفيه نزل: “يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ” [التوبة:74] وذلك أنه قال حين تخلف عن غزوة تبوك: لئن كان هذا الرجل صادقا لنحن شرمن الحمر، فنماها ابن امرأته عمير بن سعد إلى رسول الله ﷺ فأنكر الجلاس ذلك وحلف ما قال فنزل فيه ذلك.
قال: وقد زعموا أنه تاب وحسنت توبته حتى عرف منه الإسلام والخير.
قال: وأخوه الحارث بن سويد، وهو الذى قتل المجذر بن زياد البلوى، وقيس بن زيد أحد بنى ضبيعة يوم أحد، خرج مع المسلمين وكان منافقا فلما التقى الناس عدا عليهما فقتلهما ثم لحق بقريش.
وقال ابن هشام: وكان المجذر قد قتل أباه سويد بن الصامت فى بعض حروب الجاهلية فأخذ بثأر أبيه منه يوم أحد، كذا قال ابن هشام.
وقد ذكر ابن إسحاق أن الذى قتل سويد بن الصامت إنما هو معاذ بن عفراء قتله فى غير حرب قبل يوم بعاث رماه بسهم فقتله.
وأنكر ابن هشام أن يكون الحارث قتل قيس بن زيد، قال: لأن ابن إسحاق لم يذكره فى قتلى أحد.
قال ابن إسحاق: وقد كان رسول الله ﷺ، أمر عمر بن الخطاب بقتله إن هو ظفر به، فبعث الحارث إلى أخيه الجلاس يطلب له التوبة ليرجع إلى قومه، فأنزل الله – فيما بلغنى عن ابن عباس -: “كَيْفَ يَهْدِى اللَّهُ قَوْما كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” [آل عمران:86] إلى آخر القصة.
قال: وبجاد بن عثمان بن عامر، ونبتل بن الحارث وهو الذى قال فيه رسول الله ﷺ: “من أحب أن ينظر إلى شيطان فلينظر إلى هذا”.
وكان جسيما أدلم ثائر شعر الرأس أحمر العينين أسفع الخدين، وكان يسمع الكلام من رسول الله ﷺ ثم ينقله إلى المنافقين وهو الذى قال: إنما محمد أذن، من حدثه بشىء صدقه.
فأنزل الله فيه: “وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِى وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ” [التوبة:61] الآية.
قال: وأبو حبيبة بن الأزعر وكان ممن بنى مسجد الضرار، وثعلبة بن حاطب، ومعتب بن قشير، وهما اللذان عاهدا الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ثم نكثا، فنزل فيهما ذلك، ومعتب هو الذى قال يوم أحد: لو كان لنا من الأمر شىء ما قتلنا ههنا فنزل فيه الآية.
وهو الذى قال يوم الأحزاب: كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا لا يؤمن أن يذهب إلى الغائط فنزل فيه: “وإذ يقول المنافقون والذين فى قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا”.
قال ابن إسحاق: والحارث بن حاطب.
قال ابن هشام: ومعتب بن قشير، وثعلبة والحارث ابنا حاطب، وهما من بنى أمية بن زيد من أهل بدر وليسوا من المنافقين فيما ذكر لى من أثق به من أهل العلم.
قال: وقد ذكر ابن إسحاق: ثعلبة والحارث فى بنى أمية بن زيد فى أسماء أهل بدر.
قال ابن إسحاق: وعباد بن حنيف أخو سهل بن حنيف وبخرج، وكان ممن بنى مسجد الضرار وعمرو بن حرام وعبد الله بن نبتل، وجارية بن عامر بن العطاف، وابناه يزيد ومجمع ابنا جارية وهم ممن اتخذ مسجد الضرار، وكان مجمع غلاما حدثا قد جمع أكثر القرآن وكان يصلى بهم فيه، فلما خرب مسجد الضرار – كما سيأتى بيانه بعد غزوة تبوك – وكان فى أيام عمر سأل أهل قباء عمر أن يصلى بهم مجمع فقال: لا والله، أو ليس أمام المنافقين فى مسجد الضرار؟
فحلف بالله ما علمت بشيء من أمرهم فزعموا: أن عمر تركه فصلى بهم.
قال: ووديعة بن ثابت وكان ممن بنى مسجد الضرار وهو الذى قال: إنما كنا نخوض ونلعب فنزل فيه ذلك.
قال: وخذام بن خالد وهو الذى أخرج مسجد الضرار من داره.
قال ابن هشام مستدركا على ابن إسحاق فى منافقى بنى النبيت من الأوس وبشر ورافع ابنا زيد.
قال ابن إسحاق: ومربع بن قيظى – وكان أعمى – وهو الذى قال لرسول الله ﷺ حين أجاز فى حائطه وهو ذاهب إلى أحد: لا أحل لك إن كنت نبيا أن تمر فى حائطى وأخذ فى يده حفنة من تراب ثم قال: والله لو أعلم أنى لا أصيب بها غيرك لرميتك بها، فابتدره القوم ليقتلوه فقال رسول الله ﷺ: “دعوه فهذا الأعمى أعمى القلب أعمى البصر”.
وقد ضربه سعد بن زيد الأشهلى بالقوس فشجه.
قال: وأخوه أوس بن قيظى وهو الذى قال لرسول الله ﷺ يوم الخندق: إن بيوتنا عورة.
قال الله: “وَمَا هِى بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارا” [الأحزاب:13] .
قال: وحاطب بن أمية بن رافع وكان شيخا جسيما قد عسا فى جاهليته، وكان له ابن من خيار المسلمين يقال له: يزيد بن حاطب أصيب يوم أحد حتى أثبتته الجراحات، فحمل إلى دار بنى ظفر.
فحدثنى عاصم بن عمر بن قتادة: فإنه اجتمع إليه من بها من رجال المسلمين ونسائهم وهو يموت فجعلوا يقولون: أبشر بالجنة يا ابن حاطب.
قال: فنجم نفاق أبيه فجعل يقول: أجل جنة من حرمل، غررتم والله هذا المسكين من نفسه.
قال: وبشير بن أبيرق أبو طعمة سارق الدرعين الذى أنزل الله فيه: “ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم” الآيات.
قال: وقزمان حليف لبنى ظفر الذى قتل يوم أحد سبعة نفر، ثم لما آلمته الجراحة قتل نفسه وقال: والله ما قاتلت إلا حمية على قومى ثم مات لعنه الله.
قال ابن إسحاق: لم يكن فى بنى عبد الأشهل منافق ولا منافقة يعلم إلا أن الضحاك بن ثابت كان يتهم بالنفاق وحب يهود فهؤلاء كلهم من الأوس.
قال ابن إسحاق: ومن الخزرج: رافع بن وديعة، وزيد بن عمرو، وعمرو بن قيس، وقيس بن عمرو بن سهل، والجد بن قيس وهو الذى قال: يا محمد ائذن لى ولا تفتني.
وعبد الله بن أبى بن سلول، وكان رأس المنافقين ورئيس الخزرج والأوس أيضا، كانوا قد أجمعوا على أن يملكوه عليهم فى الجاهلية، فلما هداهم الله للإسلام قبل ذلك شرق اللعين بريقه وغاظه ذلك جدا، وهو الذى قال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، وقد نزلت فيه آيات كثيرة جدا.
وفيه وفى وديعة – رجل من بنى عوف – ومالك بن أبى قوقل، وسويد وداعس، وهم من رهطه نزل قوله تعالى: “لئن أخرجوا لا يخرجون معهم” الآيات حين مالوا فى الباطن إلى بنى النضير.
المصدر: اليوم السابع