تعد المجموعة القصصية “أم العواجز” للأديب الكبير الراحل يحيى حقى، الصادرة عام 1955، واحدة من أشهر أعماله الإبداعية، والتى مزج فيها صاحب “قنديل أم هاشم” بين أصل التاريخ المصرى القديم والحياة الشعبية، المحملة بالعادات والتقاليد المليئة والحكايات والأساطير.
هذه مجموعة قصصية ترجع إلى عهود مختلفة من حياة الكاتب، تضمنت ذكريات الصبا والشباب التى عايش بعضها من خلال اختلاطه وقربه من الإنسان البسيط والحياة الشعبية والأصالة التاريخية مستعرضًا العادات والتقاليد التى استقرت فى شخوص عبرت عن الظروف الاجتماعية الصعبة التى يعيشونها ودور إرادتهم وقدرتهم على تخطى صعوبات الحياة.
وقد تناول الكاتب هذه الأفكار التى عبر عنها بأسلوبه الشيق الذى يحمل الكثير من عبق التاريخ من خلال ست عشرة قصة، على رأسها قصة أم العواجز التى تعرض معاناة بطل نشأ يتيمًا ليعيش حياة بلا ثقافة أو أسرة أو مال، يواجه الحياة بإرادة لا تجد نصيرًا أو معينًا وإنما تقوده أحكام المسئولية الفردية؛ فالبطل فى صراع دائم لإرادة تبحث عن الإنسانية الحقة، حتى لا يكون ضحية اجتماعية.
ويحيى حقى محمد حقى (17 يناير 1905م – 9 ديسمبر 1992م) كاتب وروائى مصري، ورائدًا من رواد القصة القصيرة.
حصل يحيى حقى فى يناير عام 1969 على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب، وهى أرفع الجوائز التى تقدمها الحكومة المصرية للعلماء والمفكرين والأدباء المصريين ؛ تقديرًا لما بذله من دور ثقافى عام، منذ بدأ يكتب، ولكونه واحداً ممن أسهموا مساهمةً واضحةً فى حركة الفكر والآداب والثقافة فى مصر، بدءًا من الربع الأول من القرن العشرين. كما منحته الحكومة الفرنسية عام 1983، وسام الفارس من الطبقة الأولى، ومنحته جامعة المنيا عام 1983 الدكتوراه الفخرية؛ اعترافا من الجامعة بريادته وقيمته الفنية الكبيرة. وكان واحدًا ممن حصلوا على جائزة الملك فيصل العالمية ـ فرع الأدب العربى ـ لكونه رائدًا من رواد القصة العربية الحديثة، عام 1990.
المصدر: اليوم السابع