آداب
ملامح
هيئته العمر الأثير.. وأخباره مطويّة قديمة معروضة بأناقة في ” فاترينا العصر “…!
د. يحيى بن جنيد سيرة التاريخ المكتوب، وملامح بحثٍ لاينتهي..
هو شيخ المكتبيين العرب وأكثر الشخصيات العربية ” تحديثًا وتحقيقاً ” للتراث علومه وأحداثه وتاريخه وآدابه …
درس وحاضر في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الملك سعود ومعهد الإدارة العامة، وكلية الآداب للبنات بالرياض، وكلية الملك فهد الأمنية، وحاضر في دورات علمية في مركز جمعة الماجد في دبي، ومركز زايد للتراث في العين (الإمارات)، وفي دورات تدريبية نظمتها مؤسسة الملك عبدالعزيز ومؤسسة الفرقان في القاهرة واستانبول، والدار البيضاء والرباط، ودورات تدريبية في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، فكأنّه بذلك صورة الأمس في مرايا اليوم، وآخر المنتمين للاخضرار والنموّ المعرفي بين أوراق التاريخ الصفراء …
تلجُ مكتبه فتجده واقفاً دائماً بين يدي كتاب.. يأخذك إليه أو يأخذه إليك.. لافرق، فالواثقون من حضورهم يستمعون ليستمعوا، ويتحدثون لينصتوا..!
تثرثر في حضوره فيأخذك إليك فيما تقول.. ثم لاتغادره إلا محمّلاً بأكثر من كتاب ومصادقًا لأكثر من كاتب…
في ثراء سيرته ما يعجز عن الحصر، وفي خطواته المعرفية زمن الأوائل وتطلّعات القادمين للضوء..!
ولد في مكة وانتسب للمدينة.. فكأنَّ عمره هجرة.. وخطواته سيرة تاريخٍ بدأ كي لاينتهي.!
تكاثرت على يديه الرفوف في مكتباتٍ شتى وصادقنا فيه شيوخنا الأوائل حين عرفنا أثر جهودهم على يديه…!
يحمل في وجهه ابتسامة الحاضر للماضي.. وتلتقط من لسانه روايةً لم تُكتَب بعد.
في سيرته الممنهجة محطّات تبدأ منه وتنتهي إليه، فهو رئيس تحرير مجموعة دوريات اجتمعت به ولم تتفرق عليه..!
مؤلفاته شارفت الثلاثين ” إصدارًا ” كلّها تعيد صياغة الأمس لليوم واليوم للغد…
وبحوثه أكثر من ضعفها جاهدت دائماً كي تأخذ الضوء للفضاء.. والليل للصباح.
قبل تمام الألفية.. تحديدًا في عام 1998م نال جائزة الملك فيصل للدراسات الإسلامية، ثم لم تكن غايته إلا العمل، فواصل حضوره أثراً.. ومروره غيمًا وخطواته العشب دائماً…
د. يحيى بن جنيد.. السلام على التراث، والعيش في كنَف استشراف الغد منه.
« إبراهيم الوافي »
المصدر : الرياض