ادب الرواية
أليس فى بلاد العجائب ترجمات لا تتوقف.. مترجمون يوضحون سبب تكرار ترجمتها
رواية “أليس فى بلاد العجائب” إحدى إيقونات الأدب العالمى، خاصة فيما يخص أدب الأطفال، ولعلها إلى الآن تحافظ على مكانتها فى صدارة روايات النشء، حتى الأفلام والمسرحيات تستلهم من قصتها أعمالهم حتى الآن، كذلك الترجمات عن رائعة كارولس كارول لا تتوقف حتى اليوم. صدرت لرواية “أليس فى بلاد العجائب” العديد من الترجمات والتبسيطات للغة العربية لعل أشهرها ما قدمه الكاتب الراحل الكبير أحمد خالد توفيق، غير ترجمات أخرى عدة تخطت السبع ترجمات، لكن الغريب أن الرواية إلى اليوم صدر لها ترجمات للعربية جديدة، وهو ما ظهر من خلال إعلان دارى نشر لصدور ترجمة لنفس الرواية خلال نفس الوقت تقريبا، وذلك من خلال ترجمة الروائى الدكتور سامح الجباس الصادرة عن دار بيت الياسمين، والمترجمة والكاتبة الشابة ريهام سعد.
أليس فى بلاد العجائب الترجمات الأخيرة خاصة لأنها صدرت فى أوقات متقاربة إن لم تكن متطابقة، لفتت نظرنا وحاولنا التواصل مع مترجميها، لمعرفة ما هو الجديد الذى قد يقدمه كل مترجم مبدع فى رواية ترجمت من قبل، وهل هذا التكرار فى الترجمة مقبول أحيانا أم لا.
ترجمة أليس فى بلاد العجائب للروائى سامح الجباس وقال الروائى والمترجم الدكتور سامح الجباس، إن ترجمته لرواية “أليس فى بلاد العجائب” كنت بطلب من الناشر، ولم يكن يخطط لها، وأن تعدد الترجمات لرواية واحدة يعتبر تكرار أن لم يقدم فيها المترجم شىء مختلف، لافتا إلى أنه نفسه يتمنى أن يتوفر أى مجهود قد يبذل فى عمل مترجم من قبل إلى عمل جديد وأعمال أخرى لم تترجم بعد. وأضاف “الجباس” فى تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع”، أن الجديد الذى حاول تقديمه من خلال ترجمته لرواية “أليس فى بلاد العجائب” هو الهوامش والتوضحيات عن مصطلحات صاحب العمل، موضحا أنه قام بتوضيح بعض المصطلحات الذى استخدمها المؤلف، والتى كانت مرتبطة بوقت صدور الرواية فى القرن التاسع عشر، مشيرا إلى أن هناك عدد من المصطلحات عند ترجمتها الحرفية، قد تكون بمعنى لكن بعد الرجوع للمصادر الخاصة بوقت نشر الرواية الأصلى اتضح أمور أخرى حاول هو توضيحها حتى يكون القارئ سواء صغير أو كبير على دراية بكل ما يدور فيها.
ترجمة المترجمة ريهام سعد لثلاثية لويس كارول من جانبها قالت الكاتبة والمترجمة الشابة ريهام سعد، إن ترجمة الثلاثية للكاتب لويس كارول بدأت بترجمة الجزء المتمم لأليس في بلاد العجائب المسمى بـ (أليس عبر المرآة)، وخلالها اعتمد لويس كارول مزج الواقع بالخيال، حيث جسد العوالم الحقيقية في قالب تحكمه الخرافات، دارت الأحداث في ساحة كبيرة للعبة الشطرنج، ورحلة أليس تشكلت من بداية كونها بيدق إلى أن تصبح ملكة بعد عبورها للوحة اللعب من أقصاها إلى أقصاها.. “نلاحظ أن القطعة المسماة ملكة في الشطرنج بالإنجليزية تسمى وزير في ثقافتنا العربية”. وأضافت “ريهام”، أن كارول أورد فى مقدمته للكتاب شرحا لمفردات كثيرة حيث ابتكر كلمات بلا أصل معجمي لكنها اشتقت من جذور كلمات معروفة ومن دمج بين الكلمات، يمثل هذا صعوبة كبيرة ويستفز أي مترجم محاولا العثور على حلول لا يمكن أن تتشابه ترجمتان للويس كارول بسبب ذلك ولنفس السبب تعد كل ترجمة جديدة إضافة لأنها بالتأكيد ستمثل مقاربة مختلفة له في العربية. وأوضحت المترجمة ريهام سعد، إنها بعد الانتهاء من العمل فكرت أن التجربة بالتأكيد ستصبح مختلفة لو قرأت أعمال كارول الموجهة للطفل معا بشكل متتابع، هنا تجربة التلقي ستصبح مختلفة تماما وهو ما دفعها لإعادة ترجمة أليس في بلاد العجائب وكذلك النص الثالث الذى لم تسبق ترجمته إلى العربية الروضة ومغامرات أليس تحت الأرض، لا يعد ذلك تسهيلا على القارئ بجمع الأعمال له بأسلوب مترجم واحد لكنه يوفر خبرة قرائية مختلفة بالطبع مع الانتقال بين العوالم العجائبية للثلاث روايات. ولفتت إلى أنه حاولت الإخلاص للنص ما استطاعت وترجمة الشعر مع الحفاظ على بعض السجع تعويضا للقافية والميزان الشعري في الأصل الإنجليزى، في مقدمة الكتاب شرحت الكثير من المفردات، التي طوعها كارول في النص الأصلي، لخدمة غرضه الكتابي، مع إيضاح كيف حاولت تطويعها لتناسب النص العربي، أما عن العمل الثالث المتمم لهذه الثلاثية فكما ذكرت هو يترجم للمرة الأولى وهو خاص بأطفال في عمر الروضة، اعتمد فيه كارول على الصور التوضيحية، وجذب خيال الطفل بألفاظ سلسة وتساؤلات تجذب الانتباه، حيث أعتمد الحس التشويقي. وأتمت “ريهام” وأخيراً كما بينت كل ترجمة جديدة تمثل بالطبع إضافة جديدة لأن عوالم كارول ليست بسيطة رغم أنها أعمال تسعى لمخاطبة الأطفال وألعابه اللغوية تحتاج دائما للكثير من التطويع عند نقلها للعربية، رغم قدم روايتيه، إلا أن التفسيرات لا تزال قائمة، مشيرة إلى أن “كارول” قصد برواياته التوجه للأطفال لكن الغريب أن أعماله ممتعة ومناسبة لكل الأعمار وهي خاصية تميز الأعمال الجيدة الموجهة للطفل، أوضح لويس كارول ذلك في مقدمة الكتاب وذكر أسبابه فالروايات تحتوي على معارف بين السطور، حيث يلمس الطفل جوانبه الخيالية، أما الشاب يقرأها بحس مختلف، حيث يفتش في الكوامن وما وراء النص، والخبايا ما بين السطور، أما المثقف، الملم ببعض أسرار المنطق والفلسفة والرياضيات، سيدرك إلى حد كبير مغزى كارول..
(المصري اليوم)