ثقافة اسلاميةسلايد 1
زواج الإمام على والسيدة فاطمة.. ما يقوله التراث الإسلامى
عاش المسلمون فى المدينة، وبدأت الحياة يشتد عودها من حولهم، وتزوج الإمام على كرم الله وجهه من السيدة فاطمة ابنة النبى الكريم، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحفاظ ابن كثير “فصل فى دخول على بن أبى طالب على زوجته فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم”
وذلك فى سنة ثنتين بعد وقعة بدر لما رواه البخارى ومسلم من طريق الزهرى، عن على بن الحسين، عن أبيه الحسين بن على، عن على بن أبى طالب.
وقال الإمام أحمد: حدثنا سفيان، عن ابن أبى نجيح، عن أبيه، عن رجل سمع عليا يقول: أردت أن أخطب إلى رسول الله ﷺ ابنته فقلت: مالى من شىء ثم ذكرت عائدته وصلته فخطبتها إليه فقال: “هل لك من شىء؟”.
قلت: لا.
قال: “فأين درعك الخطيمة التى أعطيتك يوم كذا وكذا؟”.
قال: هى عندى.
قال: “فأعطنيها”.
قال: فأعطيتها إياه.
هكذا رواه أحمد فى (مسنده) وفيه رجل مبهم.
وقد قال أبو داود: حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقانى، ثنا عبدة، ثنا سعيد، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما تزوج على فاطمة رضى الله عنهما قال له رسول الله ﷺ: “أعطها شيئا”.
قال: ما عندى شىء.
قال: “أين درعك الخطيمة؟”.
ورواه النسائى عن هارون بن إسحاق، عن عبدة بن سليمان، عن سعيد بن أبى عروبة، عن أيوب السختيانى به.
وقال أبو داود حدثنا كثير بن عبيد الحمصي، ثنا أبو حيوة، عن شهيب بن أبى حمزة، حدثنى غيلان بن أنس من أهل حمص، حدثنى محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن رجل من أصحاب النبى ﷺ أن عليا لما تزوج فاطمة بنت رسول الله ﷺ أراد أن يدخل بها فمنعه رسول الله ﷺ حتى يعطيها شيئا فقال: يا رسول الله ليس لى شيء.
فقال له النبى ﷺ: “أعطها درعك”.
فأعطاها درعه ثم دخل بها.
وقال البيهقى فى (الدلائل): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثنى عبد الله بن أبى نجيح، عن مجاهد، عن علي.
قال: خطبت فاطمة إلى رسول الله ﷺ، فقالت مولاة لي: هل علمت أن فاطمة قد خطبت إلى رسول الله ﷺ.
قلت: لا.
قالت: فقد خطبت فما يمنعك أن تأتى رسول الله ﷺ فيزوجك.
فقلت: وعندى شيء أتزوج به؟
فقالت: إنك إن جئت رسول الله ﷺ زوجك.
قال: فوالله ما زالت ترجينى حتى دخلت على رسول الله ﷺ، فلما أن قعدت بين يديه أفحمت فوالله ما استطعت أن أتكلم جلالة وهيبة.
فقال رسول الله ﷺ: “ما جاء بك ألك حاجة؟”؟
فسكتّ، فقال: “لعلك جئت تخطب فاطمة؟”.
فقلت: نعم!
فقال: “هل عندك من شىء تستحلها به؟”.
فقلت: لا والله يا رسول الله!
فقال: “ما فعلت درع سلحتكها”
فوالذى نفس على بيده أنها لخطيمة ما قيمتها أربعة دراهم، فقلت: عندى.
فقال: “قد زوجتكها فابعث إليها بها فاستحلها بها”، فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله ﷺ.
قال ابن إسحاق: فولدت فاطمة لعلى حسنا وحسينا ومحسنا – مات صغيرا – وأم كلثوم وزينب.
ثم روى البيهقى: من طريق عطاء بن السائب، عن أبيه، عن على قال: جهز رسول الله ﷺ فاطمة فى خميل وقربة ووسادة أدم حشوها أذخر.
ونقل البيهقى من كتاب (المعرفة) لأبى عبد الله بن منده أن عليا تزوج فاطمة بعد سنة من الهجرة وابتنى بها بعد ذلك بسنة أخرى.
قلت: فعلى هذا يكون دخوله بها فى أوائل السنة الثالثة من الهجرة فظاهر سياق حديث الشارفين يقتضى أن ذلك عقب وقعة بدر بيسير فيكون ذلك كما ذكرناه فى أواخر السنة الثانية والله أعلم.
المصدر: اليوم السابع