نقرأ معا كتاب “المناطق الزرقاء للسعادة.. دروس من أسعد الأشخاص فى العالم” لـ “دان بويتنر” ويقدم فيه دليل لسعادة الناس من خلال تجارب البعض.يقدم “دان بويتنر” فى هذا الكتاب خليطًا رائعًا من القصص المدهشة والتوصيات العملية، لمساعدتك على فهم السعادة، وكيف يمكنك تعزيزها فى حياتك، وفى حياة الأشخاص المحيطين بك.
وعلى النقيض من تلك النصائح المذكورة فى العديد من الكتب حول السعادة، فإن توصياته ليست مبنية على حدْس أو آراء أو تخمينات، ولكن على اكتشافات علمية.
بعض من تلك التوصيات صالحة لكل شخص تقريبًا. فمثلًا، ممارسة الرياضة وتناول طعام مفيد أفكار جيدة من جميع النواحى، وقضاء وقت ممتع مع الآخرين هو أيضًا ضرورى لمعظمنا لتحقيق السعادة، بصرف النظر عن المكان الذى يُصادف أنك تعيش فيه (فى دراسة حديثة، وجدنا أن كل شخص ممن سألناهم فى كوستاريكا ذكر أن عائلته كان مصدرًا للسعادة بالنسبة له)
السعادة الدائمة تتطلب أيضًا السعى وراء أهدافنا وقيمنا، وبناء علاقات داعمة مع الآخرين، والانخراط فى مساع أخرى تهمنا.
وفى الوقت نفسه، وكما يقر”دان”، فإنه عندما يتعلق الأمر بالسعادة، يكون لكل منا ما يناسبه، حيث يتعين على كل شخص أن يضع برنامجه الخاص للسعادة، فما ينجح مع “دان” قد لا ينجح معى، فأنا أعمل لساعات طويلة وأحب هذا، ولا أحتاج أو أرغب فى تقليصها، فى حين أن “دان” يوصى بأن تعثر على وظيفة تسمح لك بالعمل أقل من 40 ساعة فى الأسبوع حتى تقضى المزيد من الوقت فى التواصل الاجتماعي، لذا، فبإمكانك الانتقاء والاختيار من بين توصيات “دان” حتى ترى أيًّا منها قد ينجح معك، ثم ركِّز عليها. اجعلها جزءًا دائمًا من حياتك.
هناك جانب آخر من كتاب “دان” هو أنه – بجانب تقديم اقتراحات شخصية للأفراد ليكونوا أكثر سعادة – يقدم أيضًا توصيات للمجتمعات لتكون أكثر سعادة ومرة أخرى، مبنية على اكتشافات علمية. تشتمل تلك الاقتراحات على أفكار من قبيل زيادة المساحات الخضراء، وزيادة المسارات المخصصة للدراجات، وتوفير المزيد من الفرص للأشخاص لممارسة الرياضة فى أحضان الطبيعة، وكذلك تقسيم الأحياء؛ بحيث تسمح للسكان بالتسوق والعمل بالقرب من منازلهم، وتقليل الساعات الطويلة التى يضطر الكثيرون الآن إلى قضائها فى الانتقال.
المصدر: اليوم السابع