لِكُلِّ مُجتَهِدٍ حَظٌّ مِنَ الطَلَبِ
.فَاِسبِق بِعَزمِكَ سَيرَ الأَنجُمِ الشُهُبِ
وَاِرقَ المَعالي الَّتي أَوفى أَبوكَ بِها
. فَكَم تَناوَلَها قَومٌ بِغَيرِ أَبِ
وَلا تَجُز بِصُروفِ الدَهرِ في عُصَبٍ
. مِنَ القَرائِنِ غَيرِ السُمرِ وَالقُضُبِ
نَدعوكَ في سَنَةٍ شابَت ذَوائِبُها
. حَتّى تُفَرِّجَها مُسوَدَّةُ القُصُبِ
وَلَم تَزَل خَدَعاتُ الدَهرِ تَطرُقُها
. حَتّى تَعانَقَ عودُ النَبعِ وَالغَرَبِ
أَتَيتَ تَحتَلِبُ الأَيّامَ أَشطُرَها
. فَكُلُّ حادِثَةٍ مَنزوحَةُ الحَلَبِ
لَولا وَقارُكَ في نَصلٍ سَطَوتَ بِهِ
. فاضَت مَضارِبُهُ مِن خِفَّةِ الطَرَبِ
وَحُسنُ رَأيِكَ في الأَرماحِ يُنهِضُها
. إِلى الطَعانِ وَلَولا ذاكَ لَم تَثِبِ
كُن كَيفَ شِئتَ فَإِنَّ المَجدَ مُحتَمِلٌ
. عَنكَ المَغافِرَ في بَدءٍ وَفي عَقِبِ
ما زالَ بِشرُكَ في الأَزمانِ يُؤنِسُها
. حَتّى أَضاءَت سُروراً أَوجُهُ الحِقَبِ
يَفديكَ كُلُّ بَخيلٍ ماتَ خاطِرُهُ
. فَإِن خَطَرتَ عَدَدناهُ مِنَ الغِيَبِ
إِذا المَطامِعُ حامَت حَولَ مَوعِدِهِ
. أَنَّت إِلَيهِ أَنينَ المُدنَفِ الوَصِبِ
وَعُصبَةٍ جاذَبوكَ العِزِّ فَاِنقَبَضَت
. أَكُفُّهُم عَن دِراكِ المَجدِ بِالطَلَبِ
شابَهتَهُم مَنظَراً أَو فُتَّهُم خَبراً
. إِنَّ الرَدَينيَّ مَعدودٌ مِنَ القَصَبِ
هابوا اِبتِسامَكَ في دَهياءَ مُظلِمَةٍ
. وَلَيسَ يوصَفُ ثَغرُ اللَيثِ بِالشَنَبِ
سَجِيَّةٌ لَكَ فاتَت كُلَّ مَنزِلَةٍ
. وَضَعضَعَت جَنَباتِ الحادِثِ الأَشِبِ
نَسيمُها مِن طِباعِ الروضِ مُستَرَقٌ
. وَطيبُ لَذَّتِها مِن شيمَةِ الضَرَبِ
تَلقى الخَميسَ إِذا اِسوَدَّت جَوانِبُهُ
. بِالمُستَنيرَينِ مِن رَأيٍ وَذي شُطَبِ
وَنَثرَةٌ فَوقَها صَبرٌ تُظاهِرُهُ
. أَرَدُّ مِنها لِأَذرابِ القَنا السَلَبِ
لَو لَم يُعَوِّضكَ هَجرُ العَيشِ صالِحَةً
. ما كُنتَ تَخرُجُ مِن أَثوابِهِ القُشُبِ
يا اِبنَ الَّذينَ إِذا عَدّوا فَضائِلَهُم
. عَدّى النَدى ضَربَهُم في هامَةِ النَشبِ
بِأَلسُنٍ راضَةٍ لِلقَولِ لَو نُضِيَت
. نابَت عَنِ السُمرِ في الأَبدانِ وَالحُجُبِ
المصدر: اليوم السابع