الكاتب الكبير أحمد الخميسى، أحد كتاب الرواية والقصة المبدعين، الذين قرروا الابتعاد عن الأضواء، والتوارى عن الصخب، منشغلين بسحرهم الخاص “الكتابة”، ولعل من أعماله القصصية الأكثر جمالا كانت مجموعته “قطعة ليل”، الصادرة عن دار ميريت للنشر عام 2004.
فى المجموعة قصص عن القرية، وعن الكاتب نفسه، وعن العائلة، وعن موسكو، وعن المدينة، وعن قلب الانسان فى صورة صغيرة بالأشعة، وفى كل هذه الموضوعات هناك حالة من الإنسانية الراقية التى تنقلك إلى الأعمال الفنية الكبيرة.
فى كل قصة من قصص المجموعة الـ 12 تجربة وإحكام فى البناء يجعلك تلهث وراء السطور فى قلب خافق بالاشتراك مع الابطال ومصائرهم، اثنتا عشرة قصة ضمتها ثنايا المجموعة فى أشكال متراوحة الطول ومتراوحة بين الهموم الإنسانية، الوجودية والتأملية والواقعية والذاتية التى تبدو انها جزء حميم من سيرة الكاتب نفسه.
يقول الناقد الكبير علاء الديب عن “قطعة ليل”، منذ زمن لم أعثر على مجموعة قصص بهذه الأهمية والجمال والإثارة 12 قصة قصيرة هى فيما أعتقد حصيلة عمل جاد طويل وادراك ناضج لمفهوم الكتابة ووظيفتها، تضعنى المجموعة فى حيرة، فعلى الرغم من الوحدة الأصيلة فى التناول والأسلوب الكتابى فان القصص كلاسيكية وعصرية، كابوسية وحلمية، شاعرية غنائية، ودرامية حية متحركة.
ورغم أن اهتمامات احمد الخميسى بالإبداع القصصى تبدو قليلة مقارنة بمنجزه المنشور فى الترجمة والسياسة والفكر إلا أن المجموعة تحمل قدرا ليس قليلاً من الوعى بالتقنية القصصية والبناء شديد التماسك والحذق فى اختيار اللغة القصصية وتحريك الأبطال سواء كان ذلك فى وقائعيته أو فى فنتازيا الحدث كما يبدو فى اكثر من قصة بالمجموعة.
المصدر: اليوم السابع