ادب الروايةسلايد 1
ملاحم أدبية مصرية خالدة.. سنوحى وشفيقة ومتولى والسيرة الهلالية الأبرز
طالما سعت الشعوب منذ القدم لحفظ تاريخها وموروثاتها بما تحمله من قيم وأفكار يراد لها البقاء والانتقال من جيل إلى جيل، فكانت السير والملاحم الشعبية الغنائية وسيلتها فى ذلك أول الأمر، قبل معرفة الكتابة أو انتشارها وسط المجتمعات الأُمية؛ فهى تنتقل شفهيا، ولا تحتاج لأن تدون أو تتداول كصحائف، بل يكفى أن يتغنى بها الناس وتجرى أحداثها على ألسنتهم؛ الأمر الذى ضمن مكانة معتبرة للشعراء ومنشدى الملاحم فى هذه المجتمعات.
وفى مصر ومنذ فجر التاريخ، عرف المصرى تدوين حياته وبطولاته وسيرته بالملاحم الشعبية الغنائية، والتى استمرت وأصبحت جزءا من الوجدان المصرى، والفن المصرى الأصيل، ومن أشهر هذه الملاحم:
سنوحى
تعتبر قصة سنوحى (المعروفة أيضا باسم سا نهت) واحدة من أفضل أعمال الأدب المصرى القديم، وهى ملحمة تروى قصة حدثت فى أعقاب وفاة الفرعون أمنمحات الأول، مؤسس الأسرة الثانية عشرة، فى أوائل القرن العشرين قبل الميلاد. وقد تألفت حوالى عام 1875 قبل الميلاد، على الرغم من أن أقدم مخطوطة موجودة تعود لعهد أمنمحات الثالث، حوالى سنة 1800 ق.م. هناك جدل مستمر بين علماء المصريات حول ما إذا كانت القصة مبنية على أحداث فعلية تتعلق بفرد يدعى سنوحي، إلا أن أغلبية الآراء ترجح أنها عمل خيالي.
السيرة الهلالية
تروى هذه القصيدة الشفهية المعروفة أيضاً باسم الملحمة الهلاليّة قصة قبيلة بنى هلال البدوية وهجرتها من شبه الجزية العربيّة إلى أفريقيا الشماليّة فى القرن العاشر، وقد بسطت هذه القبيلة سيطرتها على أرضٍ واسعةٍ وسط إفريقيا الشماليّة لمدّة أكثر من قرن قبل أن يبيدها الخصوم المغربين. وتشكل السيرة الهلالية أحد أبرز الأشعار الملحمية التى برزت فى إطار الفن العربى الشعبى وهى السيرة الملحمية الوحيدة التى يتابع أداؤها بصيغتها الموسيقية كاملة. وبينما انتشرت فى ما مضى فى أنحاء الشرق الأوسط قاطبةً، إلا أنها زالت من الوجود ما عدا فى مصر، وأضيفت إلى التراث اللامادى المصرى بمنظمة اليونسكو.
سيرة الظاهر بيبرس
سيرة الظاهر بيبرس وتعرف أيضاً بالسيرة الظاهرية، وهى قصة شعبية خيالية طويلة تروى حياة السلطان المملوكى الظاهر بيبرس البندقدارى وأعماله البطولية التى قام بها ذوداً عن الإسلام وتصدياً لأعدائه من الصليبيين والمغول. من المعتقد أن الملحمة التى تختلط فيها الوقائع التاريخية بالخيال قد كتبت بالقاهرة فى العصر المملوكي، وتطورت ونمت عبر السنين إلى أن أخذت شكلها النهائى فى بدايات العصر العثمانى ، وهى فترة تمتد إلى نحو قرنين ونصف من الزمان تعاقب خلالها مالا يقل عن 45 سلطان.
شفيقة ومتولى
هى ملحمة غنائية شعبية مصرية يعرفها معظم سكان مصر، ويحفظها عن ظهر قلب جميع سكان الوجه القبلى، التى كتبها شاعر مجهول، وغناها حفنى أحمد حسن.لم تكن “جرجا” مدينة ذات أهمية تذكر، مثلها مثل الكثير من محافظات الصعيد التى لا تلقى عناية أو شهرة إلا عند القرى المجاورة لها، ولم يكن بها شئ ليعرف بها سكانها سوى لهجتهم المميزة التى تنطق حرف “الجيم” “دالا” لكن حينما وقعت حادثة قتل “شفيقة” على يد أخيها “متولى” أصبحت شهرة “جرجا” تعم آفاق القطر المصرى كله وقد تتجاوزه إلى الأقطار المجاورة، سقطت القتيلة مضرجة فى دمائها، فأنشدت المواويل، وانتشرت الحكاية.
المصدر: اليوم السابع