يعد الكاتب والقاص هانى عبد المريد، أحد الكتاب الذين تراوحت كتاباتهم بين القصة والرواية وتميز فى المجالين، حيث قال عن الأمر سابقا: “يبدو لى تلقائيا كمن يسير فيتبادل استخدام الساقين بلا تفكير من تسبق من، بدأت مؤخرًا تستهوينى اللعبة، وتبدو كأنها تتناسب تماما مع إيقاعي، ومع قناعاتي، فأنا بالفعل أحب الرواية والقصة بنفس القدر”، ومن بين مجموعاته المميزة “شجرة جافة للصلب” التى صدرت عن المجلس الأعلى للثقافة، وهى المجموعة القصصية الثانية حيث يقدم فيها شخوص فى معترك الحياة اليومية، تبدو نمطية، مساقة إلى قدر ما.
وبحسب قراءة للكاتبة سهام بيومى، يعبر فى لغة شاعرية مقتصدة كضربات الفرشاة المتواترة فيجعلنا نراها برؤية جديدة، وهى تتراوح بين الفاعل والمفعول به فى رد فعلها، يقف بها على حافة الرؤية أحيانًا، وأحيان أخرى ينجح فى طرح تساؤلات خاصة حول تلك الشخصيات التى تتمسح بالجدران وتبدو مسالمة بشكل ما، هى فى النهاية وقود الحرائق والصراعات المدمرة، لماذا؟ هل لأن الطوفان يأتيها من نفس الموضع الذى اختارته إيثارًا للسلام؟
وهنا يلعب عامل الزمن دورته فى بلورة الرؤى دون أن يثقل بوطأته على نسيج القص فى المجموعة كلها.
ينجح هانى عبد المريد فى خلق تلك الرابطة بين قصص المجموعة، فالقصة الأخيرة فيها فصل جديد فى عالم القصة الأولى، وتجعلنا نعيد النظر فيها ثانية بعد الانتهاء من القراءة وقد عبر عنها ببراعة.
هانى عبد المريد، مواليد القاهرة فى 3 من ديسمبر 1973، صدر له: إغماءة داخل تابوت – قصص – الهيئة المصرية العامة للكتاب 2003، عمود رخامى فى منتصف الحلبة – رواية – الهيئة العامة لقصور الثقافة 2003، شجرة جافة للصلب – قصص – المجلس الأعلى للثقافة 2005، كيرياليسون – رواية – الدار للنشر والتوزيع 2008، أساطير الأولين – مجموعة قصصية- دار ميريت للنشر2012، أنا العالم – رواية- دار الكتب خان للنشر والتوزيع 2016، تدريجيًا وببطء – مجموعة قصصية- دار بتانة للنشر 2017، محاولة الإيقاع بشبح- رواية- الدار المصرية اللبنانية 2018.
وحصل على العديد من الجوائز مثل: الجائزة المركزية لوزارة الثقافة فى المجموعة القصصية 2002، الجائزة المركزية لوزارة الثقافة فى الرواية 2007، جائزة مؤسسة ساويرس الثقافية فى الرواية 2009، جائزة مؤسسة ساويرس الثقافية فى المجموعة القصصية 2013، جائزة الدولة التشجيعية فى الرواية 2017.
المصدر: اليوم السابع