سلايد 1قصص

“ديموديه” الحب والموت والثورة على ألحان الأغانى

واحدة من المجموعات القصصية الجيدة والتى لم تحظى بالاهتمام الكافى، مجموعة الكاتب أحمد نبيل “ديموديه” والصادرة عن دار شرقيات للنشر والتوزيع، عام 2015.

تضم مجموعة ديموديه أربعة عشرة قصة قصيرة تحمل أسماء أغانى مشهورة، وتدور أحداث القصص حول ذكريات هذه الأغانى وعلاقاتها بشخصيات الكتاب، يعتمد بناء المجموعة على شكل الألبوم الغنائي، وينقسم إلى “وجه أول” و”وجه ثان” وما بين الوجهين تتنوع أغنيات الميلاد والطفولة والمدرسة والحب والفقد والموت والعرس والثورة، فى محاولة تسعى للمزج بين فن القصة وفن كتابة السيرة.

ديموديهديموديه

وفى المجموعة يضع الكاتب أحمد نبيل يده على عالم الغناء/عالم الكاسيت/الزمن القديم بدايات الأشياء وطفولة البشر وتحولات الحياة ومصائرهم فى كل قصة بهجة، لكن بين السطور وجع وألم، البدء بعيد الميلاد لكنه “عام الحزن” حيث (تفرغ ملك الموت لاصطياد أهل الإبداع) تاركا بطل القصة فى مفارقة مؤلمة، وفى منتصف المجموعة نعيش مع أصدقاء الطفولة والشباب وتحولاتهم الغريبة ومصائرهم المفجعة أحيانا، المضحكة أحيانا، المثيرة للأسى دائما، فى المنتصف قصة “الغناء تحت المطر” وبطلها الصاخب فى حياته الموجع فى رحيله.

ويعبر بعدها الكاتب ببقية شخوص عالمه فى عالم من الواقعية السحرية خاصة فى قصة “منقلبة” الذى يتحول بطلها “حنفى الفيل” لعصفور وفيل وكل ما يفوق الخيال، تشعر أن –الكاتب- يعربد فى منتصف القصص بكل متع الحياة لكن الموت حاضر وجاثم دائما بين السطور، حتى تصل لأكثر القصص وجعا وألما وشجنا، القصة التى لا تكتب كل يوم، ولا كل عشر سنوات حتى أعنى قصة “يا ليل” هنا ليل وصبح شقيقان، مات أحدهما وحمل الآخر الشعور بالذنب، اغترف ليل من متع الدنيا ونال صبح بعض من خيراتها على يديه وتحت جناحه، لكن الموت/القدر يتربص بالجميع، فيحول صبح لقابيل الذى قتل هابيل، ولكن هنا لسنا أمام القصة الدينية بل نحن مع القصة المكتوبة فهابيل (ليل) ربما يكون القاتل وليس العكس، أو على الأقل يسعى لحتفه، وربما لا قاتل ولا مقتول وإنما ليل وصبح فى دائرة جهنمية تجعلنا جميعا (نقتل) بفتح النون وضمها!.

أحمد نبيل روائى وسيناريست وكاتب مسرحى من مواليد القاهرة 1985، حصل على بكالوريوس المعهد العالى للسينما قسم السيناريو عام 2009 وفى نفس العام حصل على جائزة ساويرس الثقافية عن سيناريو فيلم (الفيل النونو الغلباوي) عمل معيدا بالمعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون، صدر له روايات (خيط واحد للدانتيل، شوارع ديسمبر) والمجموعة القصصية (ديموديه) كتب مقالات نقدية متنوعة فى الأدب والسينما، كما كتب نصوصا مسرحية منها (حلاوة شمسنا، قابل للكسر، الخروج عن النص) حصل على عدة جوائز عربية ودولية منها جائزة تيمور للإبداع المسرحي، وجائزة مهرجان أسبوع الضحك عن نص مسرحية (حلاوة شمسنا)، جائزة المهرجان العربى لمسرح الشباب بالمملكة المغربية، وجائزة أفضل مؤلف صاعد من المهرجان القومى للمسرح المصرى عن نص مسرحية (الخروج عن النص)، وجائزة نادين شمس عن سيناريو فيلم (سندريلا) 2016. له تحت الطبع: راحة الأرواح، أنا أوتوليكوس الذى كان الجميع، حكايات سامة.

المصدر: اليوم السابع

اترك تعليقاً

إغلاق