آدابسلايد 1

“نظرية الفستق 2”.. البحث عن فرص تطوير الذات

نلقى الضوء، على كتاب “نظرية الفستق2” لـ فهد عامر الأحمدى، المتخصص فى تطوير الذات، وتقنيات النجاح، وطرق التفكير، وأخطاء الحكم على الأشياء، وذلك بعد نجاح الجزء الأول من الكتاب.
يقول الكتاب فى مقدمته، لم يخلقنا الله سواسية، ولكنه منح كل إنسان فرصة تطوير نفسه، لم يضعنا فى قالب واحد ولكنه منحنا، دون بقية المخلوقات، فرصة التغير وكسر الحواجز.
قبل عشرة آلاف عام كان البشر يعيشون فى الكهوف، فى حين كان النمل يصنع بيوتا معقدة، ويعمل بطريقة جماعية منظمة، واليوم تطور البشر ووصلوا إلى مستوى غير مسبوق من الرقى والتقدم، فى حين ظل النمل على حاله منذ 99 مليون عام.
هذا هو الفرق الأساسى بيننا وبين بقية المخلوقات، لم تخلق فى قالب صارم، ولكننا نملك الإذن بالتغير والتطور، لا يوجد فوقنا سقف أعلى، ولا أمامنا خط نهاية، وكل ما نتخيله يمكننا تحقيقه بالإرادة الكافية.
غير أن معظمنا للأسف يفضل البقاء فى منطقة الراحة، والاكتفاء بما يعرفه ويألفه ونشأ عليه، والفرق بين الثبات والتقدم هو ما يصنع الفرق بين شخصين (يملكان نفس الموهبة والذكاء) ولكن الأول قانع يرفض التغيير، والثانى لا يخشى التجربة ويحاول الارتفاع المستوى جديد.
ولأنك من النوع الثانى – (وأعرف هذا؛ لأن النوع الأول لا يقرأ الكتب) ستكتشف أن مجرد قرارك بالتغير، يعمل على تغييرك فى الاتجاه الصحيح.. وهذا الأمر لا يسعدنى فقط، بل ويمنحنى فرصة ثانية لمشاركتك (فى هذا الكتاب) أفكاراً و تجارب لم يتسع لها الكتاب السابق.
فحين انتهيت من الجزء الأول عام ۲۰۱٦ شعرت بأن ما كتبته يقل كثيرا عما أردت الحديث عنه.. ومع هذا؛ لم أفكر حينها بإصدار جزء ثانى (رغم إلحاح دار النشر) وانشغلت فور ظهوره فى تأليف كتابين آخرين.. غير أن الجزء الأول لاقى إقبالا كبيراً وانتشاراً غير مسبوق (وما يزال منذ ظهوره فى قائمة الكتب الأكثر مبيعاً) فبدأت أستلم رسائل إلكترونية تتساءل إن كان هناك جزء ثاني، أو كتاب قادم يصب فى نفس المعنى؟!!
وبسبب تنوع موضوعات الكتاب؛ فإنه لا يتضمن أبوابا أو فصولا ولكن معظم موضوعاته تترابط تصاعدية لتخدم فكرة أكبر، ورغم اهتمامى بكافة الفئات العمرية، أعترف بأننى صغته بطريقة تناسب الشباب (خصوصا فى بدايات الكتاب) قبل أن يصبح أكثر عمقا وشمولية كلما تقدمنا أكثر.
بقى أن أشير إلى أن هذا الكتاب (فى أغلبه) يتحدث انطلاقا من البيئة التى تعرفها، والمجتمع الذى نشأت فيه، والظروف التى تمر بها كل يوم.. وهذه الميزة تمنحه هوية عربية، وأصالة مرجعية، تفتقدها كتب تطوير الذات المترجمة – التى تمتلئ بها مكتباتنا، وتستمد أفكارها وأمثلتها من بيئة أجنبية لا تمت لنا بصلة..
المصدر: اليوم السابع

اترك تعليقاً

إغلاق