نلقى الضوء على كتاب “الشائعات” تأليف جان نويل كابفيرير، ويقول الكتاب إن الاعتقاد السائد أن الشائعة ظاهرة غامضة، فهى تطير وتزحف وتعدو وتنطلق متعرجة، وهذا ما يجعلها على الصعيد المادى أشبه بحيوان مباغت وسريع الحركة، من المتعذر أسره، وتعيين انتمائه إلى فصيلة ما.
فى الواقع أن هذا الكتاب “الشائعات” يطرح فرضية محورية مفادها أن هذا الاعتقاد خاطئ، فالشائعات أبعد ما تكون عن الغموض، بل إنها تخضع لمنطق قوى من الممكن تفكيك آلياته، وفى هذه الأيام بات من السهل تقديم إجابات مفصلة عن الأسئلة الكبيرة التى تثيرها الشائعات، فمن أين تنشأ؟ وكيف تتبلور؟ ولماذا تظهر فى وقت ما فى مجموعة محددة أو مكان معين؟.
يقول الكتاب:
يؤدى عموما كل تعريف للشائعة انطلاقا من الخطأ والصواب إلة طريق مسدود ويجعل دينامية الشائعات عصية على الفهم، فالمعاينة المنطقية للتناقض بين الخطأ والصواب، تظهر أن الخط الفاصل بين المعلومة والشائعة مبهم وغير واضح، وفى العادة لا تكون العامة مؤهلة للتمييز بين الخطأ والصواب عندما يبلغها أى خبر شفوى.
وبرغم أن مسألة الخطأ والصواب تتجلى دوما فى المقام الأولى لدى الحديث عن الشائعات، فهى لا تساعد على فهمها. فمسار الشائعة ينطلق لأن بعضهم يعتقد بصحة معلومة ما، ويعتبر أنها من الأهمية بمكان لتداولها مع الآخرين.
المصدر: اليوم السابع