سلايد 1شعر

قصيدة شعر.. “تذكرت من يبكى على فلم أجد” مالك بن الريب يرثى نفسه

نعرف شعر الرثاء، ولكن قليلا ما نقرأ نصا لإنسان يرثى نفسه بالفعل، لأنه يعرف أنه سيموت بعد ساعات قليلة، وقد حفظ لنا التراث العربى قصيدة شهيرة لـ للشاعر مالك ابن الريب فعل فيها ذلك حقا، حيث بكى نفسه قبل موته.

ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلةً
بوادى الغضَى أُزجى الِقلاصَ النواجيا
فَليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرْضَه
وليت الغضى ماشى الرِّكاب لياليا
لقد كان فى أهل الغضى لو دنا الغضى
مزارٌ ولكنَّ الغضى ليس دانيا

ومالك بن الرَّيْب التميمى شاعر من بنى مازن بن عمرو بن تميم، نشأ فى نجد وهو أحد فرسان بنى مازن، وكان شابا شجاع لا ينام الليل إلا متوشحاً سيفه، ولكنه استغل قوته فى قطع الطريق هو وثلاثة من أصدقائه.

تقول ابنتى لمّا رأت طول رحلتى
سِفارُكَ هذا تاركى لا أبا ليا
لعمرى لئن غالتْ خراسانُ هامتى
لقد كنتُ عن بابَى خراسان نائيا
فإن أنجُ من بابَى خراسان لا أعدْ
إليها وإن منَّيتُمونى الأمانيا
فللهِ دّرِّى يوم أتركُ طائعاً
بَنى بأعلى الرَّقمتَينِ وماليا

وفى يوم مر عليه سعيد بن عثمان بن عفان، ابن الصحابى عثمان بن عفان، رضى الله عنهما، وهو متوجه لإخماد فتنة فى تمرّد بأرض خُرسان فأغراه بالجهاد فى سبيل الله بدلاّ من قطع الطريق، فاستجاب مالك لنصح سعيد فذهب معه وأبلى بلاءً حسناً وحسنت سيرته.

ودرُّ الظبَّاء السانحات عشيةً
يُخَبّرنَ أنّى هالك مَنْ ورائيا
ودرُّ كبيرى اللذين كلاهما
عَلى شفيقٌ ناصح لو نَهانيا
ودرّ الرجال الشاهدين تَفتُكي
بأمرى ألاّ يَقْصُروا من وَثاقِيا

وفى عودته بعد الغزو وبينما هم فى طريق العودة مرض مرضاً شديداً أو يقال أنه لسعته أفعى وهو فى القيلولة فسرى السم فى عروقه وأحس بالموت فقال قصيدة يرثى فيها نفسه.

ودرّ الهوى من حيث يدعو صحابتي
ودّرُّ لجاجاتى ودرّ انتِهائيا
تذكّرتُ مَنْ يبكى على فلم أجدْ
سوى السيفِ والرمح الرُّدينى باكيا

المصدر: اليوم السابع

اترك تعليقاً

إغلاق