ادب الروايةسلايد 1مسابقات

جائزة البوكر 2021.. مؤلف رواية “قاف قاتل سين سعيد”: كتبت الواقع

“قاف قاتل سين سعيد” رواية للكاتب الكويتى عبد الله البصيص، وصلت إلى القائمة الطويلة لـ جائزة البوكر للرواية العربية، وفيها يسير القارئ مع “البصيص” بجوار المحقق “ماجد” الذى يجد أوراقا تركها عمه “عادل”، ضابط الشرطة الذى توفى قبل ست سنوات، فى دولاب جدته، وفيها ومعه نقرأ أفكاره وبعض ذكرياته.

وبالتوازى يسير القارئ مع المحقق “ماجد” فى تحقيقه فى وفاة فهد نشوان الطبيعية إلى أول خيط فى قضية مضى عليها أكثر من عشرين سنة، وهى حادثة “اختفاء سعيد جونكر” شاب فى الثامنة عشر من عمره كانوا يظنون أنه مجنون، وفى محاولاته للوصول إلى الحقيقة يقع “ماجد” على تسجيلات فى جهاز فهد نشوان، يشاهده وهو يروى تفاصيل الحادثة الغريبة لاختفاء سعيد جونكر.

عبد الله البصيص مؤلف رواية قاف قاتل سين سعيدعبد الله البصيص مؤلف رواية قاف قاتل سين سعيد

عبد الله البصيص شاعر وروائى كويتى من مواليد الكويت 1980، عضو رابطة الأدباء الكويتيين، شارك فى العديد من الندوات والفعاليات الثقافية خارج الكويت وداخلها. صدر له: من القصص القصيرة “الديوانية” عام 2011، و”السور”، وفى الروايات صدرت له: “ذكريات ضالة” 2014، و”طعم الذنب” 2016، و”قاف قاتل، سين سعيد” 2019، وفى الشعر صدر له “الأفكار” 2017.

وحول رواية “قاف قاتل سين سعيد” كان لـ”اليوم السابع” هذا الحوار مع الكاتب عبد الله البصيص

أهديت روايتك إلى أديب الجهراء ناصر الظفيرى صاحب “ثلاثية البدون”.. فهل هى رسالة أردت أن تقول من خلالها شيئا ما؟

الإهداء كان إلى روح ناصر رحمه الله، الصديق الذى لم يبخل يوما فى تقديم المشورة لى ولغيرى من الكتاب الشباب، بعيدا عن كل اعتبار آخر، عرفانا لما تعلمته من أدبه وخلقه.

شخصية المحقق “ماجد” كانت أقرب إلى محلل لغة من كونه محققا؟

ما جد كان متأثرا بعمه عادل الذى تعلم أن اللغة قادرة على تحرير الإنسان من ضغوطه ومخاوفه؛ وأيضا لها دلالات إيحائية على ما يخفيه وما يريد كشفه. فمن اللغة عرف “ماجد” كيف يكتشف ما وراء الصدور، وكيف يقتفى أثر الضمائر.

قدمت صورة مغايرة لشخصية الجندى العراقى.. فما الذى أردته منها؟

الجندى العراقى جاء تعبيرا أنه لا يوجد خير محض ولا شر محض، هناك خير لا يخلو من شر وشر لا يخلو من خير، غير ذلك هى حقيقة وهناك قصص كثيرة عن جنود وضباط الجيش العراقى ساعدوا الكويتيين فى أثناء الغزو العراقى للكويت، فالشر لا يخلو من خير أبدا. ونحن فى الكويت نعى أن الشعب العراقى لا وزر له فى ما فعله قادته ذلك الزمن، فلا أخشى الهجوم من هذا الجانب.

شخصية “سعيد جونكر”.. كيف ومن أين اشتغلت على نسجها؟ وهل كانت هى الشخصية الأصعب فى كتابتها؟

سعيد هو الأسهل كتابة، لأن شخصيته متميزة، بارزة الملامح تحتاج فقط إلى انتباه إلى طريقته فى التعامل مع ما حوله لتكون واقعية، كان لا بد من وجه شبه بينه وبين أحد أبطال الرسوم متحركة الذين لديهم القدرة على الصعود إلى السماء لتكون الذريعة التى يستنجد بها عقل فهد هربا من مواجهة حقيقة رؤيته ما جرى. فأعطيته بعض سمات البطل “جونكر” الإنسانية التى يمكن أن تكون لشاب فى عمره.

صوت أنثوى واحد فى رواية متعددة الأصوات أغلبها للشباب المراهقين.. هل تعمدت ذلك؟

فى المجتمع الذى يفترض أن يكون فيه فهد – الواقعى – لا يوجد حضور للأنثى فى حياة المراهقين، بطبيعته المحافظة، لذلك رأيت أن أكتفى بـ”زهرة” تحقيقا لمصداقية الواقع.

مراجعة رواية قاف قاتل سين سعيد للكاتب عبد الله البصيصمراجعة رواية قاف قاتل سين سعيد للكاتب عبد الله البصيص

من الواضح جدًا الاهتمام باللغة والشعر إلى جانب الحبكة.. هذه المعادلة الصعبة كيف تتحكم فيها؟

للأسف هذا الأمر لا يمكن أن يشرح لأنه يعود للذوق، ولا يوجد طريقة لمعرفة الذوق إلا بالتذوّق. مسألة تقديرية تعود إلى مدى استجابة المرء إلى للجمال، وليست فيزيائية. أعرف فقط أنه أمر لا يمكن تنميته إلا بالقراءة، والقراءة لأعمال عظيمة حتى يتعمق ما فيها من جماليات فى اللاشعور، ومن ثمة يمكن للقارئ التفريق بين العمل الجميل من العمل الأقل جمالا، هذا كل ما لدى فى الأمر.

نهاية الرواية.. هل كانت حاضرة منذ الوهلة الأولى للكتابة؟

النهاية كانت مختلفة تماما، حتى أخذت رأى من أثق بهم، ثم أجريت تعديلا محوريا فى الرواية كلها.

الجائزة العالمية للرواية العربية البوكرالجائزة العالمية للرواية العربية البوكر

حصول روائى كويتى على البوكر كيف أثر فى البيئة الثقافية فى الكويت؟

لفت العالم العربى إلى ما تنتجه الكويت من أدب. وأعطى صفة جادة للأدباء الشباب.

يتضح للقارئ أن لديك موقفا معاديا لعصر السوشيال ميديا؟

قنوات التواصل الاجتماعى لها منافع لكن مضارها فى وجهة نظرى أكثر وأعمق، فمع سريانها فى المجتمع افتقدت أشياء كثيرة كانت موجودة قبلها؛ حرارة الاشتياق للأصدقاء – مثلا – انتهت، لأننا صرنا ملتصقون ببعضنا فيها طوال ساعات اليوم، كشفت عيوب كان البعد يخفيها. زادت الشاحنات بعدها، وغير هذا كثير.

من الواضح جدا شغفك بالقراءات الفلسفية.. فما رأيك بمن يرى أن الفلسفة “ماتت”؟

أحب الفلسفة التى تقود إلى الفهم وليس التى تفتح مجالا لكثرة الكلام، وهى موجودة فى كل ما حولنا، القراءة فقط تنبهنا إلى رؤيتها. الفلسفة هى أسلوب الإنسان للنظر فى الأشياء واكتشاف ما تعنيه له؛ فلا يحتاج إلى مجلدات لتعلمه كيف يفكر، بل ربما لموقف، أو تجربة، أو حتى كتاب واحد يرشده كيف ينظر.

المصدر: اليوم السابع

اترك تعليقاً

إغلاق