نلقى اليوم الضوء على كتاب “التحريم والتقديس: نشوء الثقافات والدول” لـ مارفن هاريس، وقد صدرت ترجمته على سلسلة “ترجمان” فى المركز العربى للأبحاث ودراسة السياسات.
ويمثل الكتاب محاولة لتفسير الأنواع اللامتناهية من السلوك الثقافى التى تبدو محيرة فى أول وهلة، وكيف تتبنى الثقافات أشكالها المميزة، على أنها تكيفات مع ظروف بيئية معينة وتغير أنماطها، ويقع فى 15 فصلًا.
وفى الكتاب يتساءل مارفن هاريس: لماذا يقوم الناس بحل مشاكلهم الاقتصادية برفع وتيرة الإنتاج؟ ويجيب أنه من الناحية النظرية، فإن الطريقة الأسهل لتحقيق نظام غذائى عالى المردود، وحياة نشطة طويلة خالية من الكدح والتعب، ليست فى زيادة الإنتاج، بل فى تقليص عدد السكان.
ويرى المؤلف أن ليس فى مقدور الوسائل الطبيعية لضبط نمو التعداد السكانى شرح التباين بين الكثافات المتدنية والخصوبة المحتمَلة للمرأة، فمعدلات النمو يمكنها أن ترتفع بسهولة، وقد توصلت الجماعات التى تتمتع بالصحة، والتى لها مصلحة فى زيادة معدل نموها، إلى ثمانى مرات من حمل المرأة الواحدة، يضيف أن لا شك فى أن الأمراض كانت موجودة، “لكن كعامل فناء، لا بد من أن هذه الأمراض كانت فى العصر الحجرى أقل أثرًا مما هى عليه اليوم، فقد تأثر موتُ الأطفال والبالغين بالعدوى الفيروسية والبكتيرية – مثل الزحار والحصبة والسل والسعال الديكى والرشح والحمى القرمزية – إلى حدٍ كبير بنظام الغذاء والصحة العامة للجسم، لذلك يرجح أنه كان للصيادين وجامعى الثمار فى العصر الحجرى معدلات تعافٍ عالية من إصاباتٍ كهذه”.
المصدر: اليوم السابع