أصدرت «منشورات القاسمي» الدار المتخصصة بنشر وتوزيع كتب ومؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة إلى القراء محليا وعربيا وعالميا، مجموعة المسرحيات التي كتبها سموه مترجمة باللغة الإسبانية، كتجربة رائدة وغنية بالدلالات، لاسيما ان الدار قد ترجمت كتب سموه التي أصدرتها بعديد اللغات 22 «لغة»، والتي بلغت أكثر من «220» عنوانا في مختلف المواضيع الأدبية والتاريخية والروايات وكتب السيرة الذاتية، بعد تزايد الاهتمام بإصداراتها إثر توسع حضورها في المعارض العربية والعالمية، وإبرام عدد من الاتفاقيات مع دور النشر والمكتبات وتوفيرها كمصادر ومراجع للباحثين والكتاب المهتمين بالتاريخ والفكر والسير والرواية والمسرح والأدب عموما ومراجع الأدب والتاريخ في منطقة الخليج العربي.
ويأتي اهتمام «منشورات القاسمي» بطبع وإصدار جميع مسرحيات الشيخ الدكتور سلطان القاسمي باللغة الإسبانية كنتيجة طبيعية لما تمتاز به هذه اللغة كونها تعتبر واحدة من اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة، كما أنها لغة رسمية في الاتحاد الأوروبي، وفي العديد من المنظمات الدولية الأخرى، حيث تحتل اللغة الإسبانية المرتبة الثالثة من حيث الاستعمال في عالم الشبكة العنكبوتية.
كما أن الإسبانية هي اللغة الرسمية لـ 22 دولة في العالم منها: إسبانيا، الأرجنتين، كولمبيا وإكوادور وهي ثاني لغة في ترتيب اللغات من حيث عدد السكان الذين يتحدثونها كلغة أم بعد «ماندرين الصينية». تعتبر الإسبانية لغة حية عالمية، حيث يقدر عدد الناطقين بها بـ567 مليون متحدث، مما يجعلها اللغة الثانية عالميا.
لذلك فإن الشروع بهذا المشروع الحيوي والكبير من «منشورات القاسمي» في تقديم الأعمال المسرحية للشيخ الدكتور سلطان القاسمي باللغة الإسبانية، وما تحتله هذه اللغة من مساحة واسعة في العالم وعند المثقفين والمهتمين بالمسرح العالمي، انطباعا طيبا خاصة وان العديد من الطلبات التي استلمتها المنشورات من جامعات ودور بحوث رصينة تطالب بتزويدها ترجمات لأعمال الشيخ الدكتور سلطان القاسمي المسرحية، لاسيما ان بعض العواصم العالمية قد شهدت عروضا مسرحية في مسارحها لمسرحيات سموه ولعل من ابرزها مسرحية «النمرود» التي تروي حكاية ملك ظالم في بابل «العراق» يضطهد الناس فأراد أهل المدينة أن يتخلصوا منه فلجأوا إلى «النمرود» الذي قتل الملك، وأخذ مكانه وبدأ بدوره يضطهد أهل بابل ويذلهم وبالغ في ذلك حد انه ادعى الربوبية، فانتقم الله منه بالذباب الذي أرسله على جنوده فأبادهم، ودخلت منه واحدة في رأس (النمرود) ولم يتحمل أزيزها فدعا الناس لضربه فهجموا عليه وقتلوا.
يقول الفنان أحمد الجسمي الذي يعتبر بطل الأعمال المسرحية لسمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي وكان هو بطل العرض حيث قام بدور النمرود في المسرحية: نحن فخورون بهذا العرض الجديد «النمرود» الذي يأتي ليؤكد القيمة الفنية والإبداعية العالية لهذه المسرحية التي نستطيع أن نطلق عليها المسرحية
العالمية حيث إننا قمنا بعرضها في معظم العواصم العربية وكذلك الأوروبية، ومن ثم انتقلنا الى كندا ثم الى موسكو، ورحلتنا مع النمرود امتدت الى 11 سنة، وهناك مخططات ودعوات لعرض المسرحية في عواصم عالمية جديدة في الشرق والغرب، ونفخر في مسرح الشارقة الوطني بالثقة التي أولاها لنا صاحب السمو حاكم الشارقة للقيام بهذه المهمة، ودعم سموه لفرقتنا لم يتوقف منذ تأسيسها إلى اليوم.
من جانبه كتب البروفيسور بيتر بارلو المدير التنفيذي لأكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، وتحت عنوان «مسرحيات سلطان الإبداع من منظور عالمي» إن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كاتب وناقد مسرحي ومؤرخ مبدع. تميل كتاباته المسرحية نحو الدراما الملحمية التي تتناول الأحداث التاريخية والتعقيبات السياسية والدينية والعلاقات بين الناس في العالم.. ولا يمكن تقليل قدر تأثير أعماله على المسرح في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. سموه قائد وفنان له تقديره داخل المجتمع المسرحي وخارجه، وهو كاتب مسرحيات معروضة عالميا. والآن، ومن خلال ترجمة مسرحياته إلى الإسبانية، من الممكن أن يمتد تأثيره إلى أوروبا وأميركا اللاتينية.
ويورد كتاب» اللحظة التاريخية في مسرح سلطان القاسمي «الصادر عن منشورات القاسمي 2020، لمؤلفه الباحث والناقد ظافر جلود، عن مسرحية «النمرود»: التاريخ والأسطورة هما من أهم المصادر التي تلهم المبدع المسرحي لنظم روائعه الفنية لتظل خالدة بخلود تلك المآثر، وبالمثل فإن اقتباس التاريخ يعد أيضا مغامرة فليس كل ما كتبه المؤرخون على صفحاته، يصلح لأن يقدم على الخشبة، ونستطيع أن نطلق عليه «دراما تاريخية»، إضافة إلى ذلك، أنه عند معالجة موضوع تاريخي، لابد من استرجاع أجندة واقعنا المعاصر، مما يساعد المشتغلين في المجالات الأدبية والفنية على إسقاط التاريخ بما يتوافق مع الواقع الآني، بالطبع مع الاحتفاظ بالحقائق الثابتة في منظر التاريخ، لكونها لا تحتمل التغيير أو التحريف مهما حصل كوقائع، بيد أن الإسقاط في المسائل يظهرها في صورة ومعنى جديدين، وتوافقا مع دلالات الشخصيات من حيث البعد التاريخي والزمني الأسطوري لقصة العمل المسرحي، فقد لبست الشخصيات المسوخ التاريخية، بالإضافة إلى الأقنعة التي لازمتها طوال فترة عرض النمرود، وحملت الدروع والأسلحة والتروس. كما أن توظيف الإضاءة تمركز حول لحظات الذروة فقط، وما عدا ذلك فقد استخدمت الإضاءة المسطحة ذات المستوى الواحد. ذلك أن استخدام الأقنعة قلل من اللعب على أوتار وجه وإلى حد ما جسد الممثل، فجاء الأداء ترميزا أقرب إلى النهج التمثيلي في المسرح اليوناني القديم الذي يؤول فيه المتفرج (الدور) حسب علمه المسبق بالأسطورة.
المصدر: الأنباء الكويتية