في ظل استمرار إغلاق دور السينما الليتوانية بسبب الوباء، وجد مهرجان سينمائي طريقة مبتكرة لتمكين عشاق الفن السابع من متابعة الأفلام فيه، إذ أتاح لهم مشاهدتها فيما هم يرتاحون بأمان في غرف الفنادق.
ودعا منظمو “مهرجان فيلنيوس السينمائي الدولي”، الذي انطلق هذا الأسبوع، سكان العاصمة إلى تسجيل أنفسهم لدى أحد فنادق المدينة لمشاهدة الأفلام المعروضة في غرفهم.
وقال مدير المهرجان الجيرداس راماسكا: “لقد كانت للوباء عواقب سلبية على الصحة النفسية ويحتاج الناس إلى الترفيه عن أنفسهم”، وهو ما تتيحه لهم هذه المبادرة التي تشكّل كذلك وسيلة “لدعم القطاع الفندقي الذي تضرر بشدة”.
وأضاف، قبل وصول المدعوين بفساتين السهرة والبدلات الرسمية للمشاركة بالمهرجان، أن “نحو 200 غرفة حجزت في الفنادق لليلة الافتتاح، فيما حجزت الغرف بالكامل تقريباً لعروض نهاية الأسبوع”.
وزيّنت غرف الفندق بشعار المهرجان، وتركت في الغرف بطاقات بريدية كتبها المنظمون بخط اليد ترحّب بالمشاهدين. ويتراوح سعر هذه التجربة الفريدة التي تستمر حتى أبريل ما بين 95 و350 دولاراً في الليلة.
وتعتزم كريستينا سيرموكسنيت أليسيونيني، وهي سيدة أعمال من فيلنيوس، زيارة ثلاثة فنادق مختلفة في الأسابيع المقبلة.
وقالت في غرفتها الفندقية بينما كانت تستعد لمشاهدة عرض الافتتاح: “لم تفتني أي دورة من مهرجان فيلنيوس السينمائي خلال العقد الفائت ولا يمكنني أن أفوّت هذه الدورة. والتجربة هذه السنة فريدة ولا تتكرر”.
أما الممثلة الليتوانية غابيا سوربيت، وهي من المعجبين بالمهرجان، فاعتبرت أن التجربة ستساهم في تعويد أفراد الجمهور مجدداً على الخروج من منازلهم لمشاهدة الأفلام بعد انتهاء الوباء.
وقالت وهي جالسة في فندق باكاي، وهو قصر سابق يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر يقع في قلب المركز التاريخي لفيلنيوس، إنها سُرّت “بفتح خزانة الملابس لاختيار فستان السهرة وانتعال الحذاء ذي الكعب” للمشاركة بالمهرجان.
واقتصرت دورة المهرجان العام الفائت على الصيغة الافتراضية، وكان المنظمون يأملون في أن تكون النسخة السادسة والعشرون سنة 2021 مختلفة. إلا أن دور السينما في ليتوانيا لا تزال مقفلة منذ نوفمبر الفائت.
ويجمع برنامج المهرجان بين الأفلام الحائزة جوائز أخيراً والإنتاجات الليتوانية الجديدة.
وافتُتِح المهرجان بعرض أول لفيلم “الأشخاص الذين نعرفهم مرتبكون”، وهو شريط درامي عن الحياة في فيلنيوس، من إنتاج دانيي فيلدزيونايتي التي رأت أن المهرجان “رسالة تضامن ضرورية”.
وقالت: “الشعور غريب نوعاً ما لأننا كنا نرغب في مهرجان عادي. لكننا قررنا أن يكون العرض الأول للفيلم في المهرجان ليكون بمثابة رسالة تضامن مع هذا الحدث ومع الممثلين”.