نلقى الضوء على كتاب “الرجال الزّرق.. الطوارق الأسطورة والواقع لـ عمر الأنصارى، والصادر عن دار الساقى.
وينحدر الطوارق (الرجال الزّرق) من نَسَب قديم ويوغلون عميقاً فى انتمائهم إلى العالم العربى، غير أنهم، كحال الأقليات فى البلدان العربية، مهمّشون وغير معترف بهم، ومحرومون حقوقَهم السياسية والاجتماعية، ويكادون يكونون مشطوبين من ذاكرة العرب الجماعية.
ويستحضر الكتاب تاريخ هذا الشعب الهائم فى الصحراء والعاشق لها، ويتحدث عن حياة “الرجال الزّرق” المليئة بالغموض والأسرار والأساطير، وعن عاداتهم وتقاليدهم، وخصوصية مجتمعهم الذى ظلّ عصيّاً على أى “تمدّن”.
الرجال الزرق
ويشكل الطوارق المجموعة الأمازيغية الأكثر توغلا فى أفريقيا جنوب الصحراء والأكثر انفصالا عن السكان العرب بالشمال الأفريقى، ومن المفارقة أنهم فى أسلوب عيشهم ونمط حياتهم أقرب الناس إلى البدو العرب.
وقد درج المهتمون بالطوارق على كتابة اسمهم بالطاء وكان الأولى أن يكتب بالتاء، لأن اسمهم – حسب بعض الباحثين – مأخوذ من كلمة “تاركة” وهو واد فى منطقة فزان بليبيا، والنسبة إليها “تاركى”، فالاسم مأخوذ من مكان بليبيا لا من اسم القائد المسلم طارق بن زياد.
ويطلق عليهم أيضا فى الكتابات الأوروبية “الرجال الزرق” نظرا لكثرة استعمالهم القماش الأزرق لباسا. ويفضل الطوارق أن يطلق عليهم اسم “إيماججن” أو تماشق” وهما مرادفان لأمازيغ ومعناها الرجال الأحرار.
وبحكم مجاورتهم للعرب فى الشمال وللأفارقة الزنوج فى الجنوب، صار الطوارق شعبا مهجنا يجمع فى دمائه أعراقا طارقية وعربية وأفريقية.
المصدر: اليوم السابع