شعر

قصيدة العيد للمتنبي

في مثل هذه الأيام المباركة قال ⁧‫المتنبي قصيدة «العيد» الشهيرة.. التي تعد من درر الشعر العربي..

قصيدة العيد التي نظمها المتنبي كانت مناسبتها أن المتنبي قد تهيأ للهرب من مصر ، وتزامن هذا الهرب مع ليلة عيد الأضحى المبارك ، وقد كان مهمومًا تحفّه الأحزان والآهات، وفيها هجاء لحاكم مصر كافور الإخشيدي..

عِــيــدٌ بِــأَيَّــةِ حَــالٍ عُــدْتَ يَـا عِـيـدُ

. بِـمَـا مَـضَـى أَمْ بِـأَمْـرٍ فِـيـكَ تَـجْـدِيـدُ‏أَ

مَّــا الْأَحِــبَّــةُ فَــالْــبَــيْــدَاءُ دُونَــهُـمُ

. فَــلَــيْــتَ دُونَــكَ بِــيـدًا دُونَـهَـا بِـيـدُ

لَـوْلَا الْـعُـلَا لَمْ تَجُبْ بِي مَا أَجُوبُ بِهَا وَجْــنَــاءُ حَــرْفٌ وَلَا جَـرْدَاءُ قَـيْـدُودُ

‏وَكَـانَ أَطْـيَـبَ مِـنْ سَـيْـفِي مُضَاجَعَةً أَشْــبَــاهُ رَوْنَــقِــهِ الْــغِــيـدُ الْأَمَـالِـيـدُ

‏لَـمْ يَـتْـرُكِ الـدَّهْـرُ مِنْ قَلْبِي وَلَا كَبِدِي

شَــيْــئًــا تُــتَــيِّــمُــهُ عَـيْـنٌ وَلَا جِـيـدُ

‏يَـا سَـاقِـيَـيَّ أَخَـمْـرٌ فِـي كُـئُـوسِـكُـمَـا أَمْ فِــي كُــئُـوسِـكُـمَـا هَـمٌّ وَتَـسْـهِـيـدُ

‏أَصَــخْــرَةٌ أَنَــا مَــالِــي لَا تُـحَـرِّكُـنِـي هَــذِي الْــمُــدَامُ وَلَا هَــذِي الْأَغَـارِيـدُ

إِذَا أَرَدْتُ كُــمَــيْــتَ اللَّــوْنِ صَـافِـيَـةً وَجَـدْتُـهَـا وَحَـبِـيـبُ الـنَّـفْـسِ مَـفْقُود

‏مَــاذَا لَـقِـيـتُ مِـنَ الـدُّنْـيَـا وَأَعْـجَـبُـهُ أَنِّــي بِــمَــا أَنَــا بَــاكٍ مِـنْـهُ مَـحْـسُـودُ

أَمْــسَــيْــتُ أَرْوَحَ مُـثْـرٍ خَـازِنًـا وَيَـدًا أَنَــا الْــغَــنِــيُّ وَأَمْــوَالِـي الْـمَـوَاعِـيـدُ

‏إِنِّــي نَــزَلْــتُ بِــكَــذَّابِـيـنَ ضَـيْـفُـهُـمُ عَـنِ الْـقِـرَى وَعَـنِ الـتَّـرْحَـالِ مَحْدُودُ

‏جُـودُ الـرِّجَـالِ مِـنَ الْأَيْـدِي وَجُودُهُمُ مِــنَ

اللِّـسَـانِ فَـلَا كَـانُـوا وَلَا الْـجُـودُ

‏مَـا يَـقْـبِضُ الْمَوْتُ نَفْسًا مِنْ نُفُوسِهِمُ إِلَّا وَفِــي يَــدِهِ مِــنْ نَــتْــنِــهَــا عُــودُ

‏مِـنْ كُـلِّ رِخْـوِ وِكَـاءِ الْـبَـطْـنِ مُـنْفَتِقٍ لَا فِـي الـرِّجَـالِ وَلَا الـنِّـسْوَانِ مَعْدُودُ

أَكُــلَّـمَـا اغْـتَـالَ عَـبْـدُ الـسَّـوْءِ سَـيِّـدَهُ أَوْ خَــانَــهُ فَــلَـهُ فِـي مِـصْـرَ تَـمْـهِـيـدُ

‏صَــارَ الْــخَـصِـيُّ إِمَـامَ الْآبِـقِـيـنَ بِـهَـا فَـالْـحُـرُّ مُـسْـتَـعْـبَـدٌ وَالْـعَـبْـدُ مَـعْـبُودُ

نَـامَـتْ نَـوَاطِـيـرُ مِـصْـرٍ عَـنْ ثَـعَـالِبِهَا فَـقَـدْ بَـشِـمْـنَ وَمَـا تَـفْـنَـى الْـعَـنَـاقِيدُ

‏الْــعَــبْــدُ لَــيْــسَ لِــحُــرٍّ صَـالِـحٍ بِـأخٍ لَــوْ أَنَّــهُ فِــي ثِــيَــابِ الْـحُـرِّ مَـوْلُـودُ

لَا تَــشْــتَـرِ الْـعَـبْـدَ إِلَّا وَالْـعَـصَـا مَـعَـهُ إِنَّ الْــعَــبِــيــدَ لَأَنْــجَــاسٌ مَــنَـاكِـيـدُ

‏مَـا كُـنْـتُ أَحْـسَـبُـنِـي أَحْـيَـا إِلَى زَمَنٍ يُـسِـيءُ بِـي فِـيـهِ كَـلْبٌ وَهْوَ مَحْمُودُ

وَلَا تَـوَهَّـمْـتُ أَنَّ الـنَّـاسَ قَـدْ فُـقِـدُوا وَأَنَّ مِــثْــلَ أَبِـي الْـبَـيْـضَـاءِ مَـوْجُـودُ

‏وَأَنَّ ذَا الْأَسْـوَدَ الْـمَـثْـقُـوبَ مِـشْـفَـرُهُ تُـطِـيـعُـهُ ذِي الْـعَـضَـارِيـطُ الـرَّعَادِيدُ

‏جَـوْعَـانُ يَـأْكُـلُ مِـنْ زَادِي وَيُمْسِكُنِي لِـكَـيْ يُـقَـالَ عَـظِـيـمُ الْـقَـدْرِ مَـقْصُودُ

‏إِنَّ امْـــرَأً أَمَـــةٌ حُـــبْـــلَـــى تُـــدَبِّــرُهُ لَـمُـسْـتَـضَـامٌ سَـخِـيـنُ الْـعَـيْنِ مَفْئُودُ

‏وَيْــلُــمِّــهَــا خُــطَّــةً وَيْــلُــمِّ قَـابِـلِـهَـا لِــمِــثْــلِــهَــا خُـلِـقَالْـمَـهْـرِيَّـةُ القودُ

أَمْ أُذْنُــهُ فِــي يَــدِ الـنَّـخَّـاسِ دَامِـيَـةً أَمْ قَــدْرُهُ وَهْـوَ بِـالْـفَـلْـسَـيْـنِ مَـرْدُودُ

‏أَوْلَــى اللِّــئَــامِ كُــوَيْــفِــيـرٌ بِـمَـعْـذِرَةٍ فِـي كُـلِّ لُـؤْمٍ وَبَـعْـضُ الْـعُـذْرِ تَـفْـنِيدُ

إغلاق