أخبارثقافة عالمية
تحت زخات المطر… الطائف تستحضر مكانة «الشعر العربي»
أطلقت وزارة الثقافة السعودية، الأربعاء، «منتدى الشعر العربي»، الذي يستعرض شواهد أدبية مطلة على التاريخ والتراث والثقافة، بمشاركة عدد من المتخصصين والنقّاد من داخل المملكة وخارجها.
وتحت زخات المطر، استحضرت قبة المنتدى ذاكرة ومكانة «الشعر» بصفته أحد أهم الفنون التعبيرية المتجذرة في عمق ووجدان الإنسان العربي منذ أزل طويل، إذ احتل مكانة رفيعة المستوى عنده دون الأدبيات الأخرى القديمة أو المعاصرة، حتى جعلوا منه ديوانهم الذي ينقل مآثرهم ويجوش عن مشاعرهم وطموحاتهم، مشكلاً مصدراً وثائقياً تاريخياً يُعتمد عليه في سرد قصص حياتهم وأحداثها المختلفة.
وسلّطت أولى الجلسات الافتتاحية، الضوء على مبادرة عام الشعر العربي، وما يستهدفه المنتدى من تطلعات تثري الساحة الشعرية، مناقشة موضوع الشعر كتراث غير مادي، واستهلت الثانية بالحديث عنه بوصفه ظاهرة إنسانية تمارسه الشعوب سواء البدائية أو المتطورة، وتتعاطاه مختلف الفئات الخاصة المثقفة والشعبية العامة، كما أن وجوده مرتبط بوجود الإنسان، وفقاً لما كشفته أقدم النقوش، باعتباره معبراً عن عاطفة الإنسان، ونظرته إلى العالم. واهتمت الثالثة بوضع الشعر في العالم؛ حيث تضمنت اتجاهاته والتغييرات التي طرأت عليه بمختلف الثقافات والوظائف المناطة به في التيارات العالمية.
وشهد المنتدى، الذي يأتي بالتعاون مع جامعة الطائف ممثلة في أكاديمية الشعر العربي، وبإشراف هيئة الأدب والنشر والترجمة، ورشة عمل حول اتجاهات القصيدة الحديثة، لتعريف الجمهور بأبرز الاتجاهات الشعرية الحديثة عبر نماذج من قصائد سعودية وعربية حديثة، كما ناقشت بنية القصيدة الحديثة وإيقاعها، ومصادر الصور الشعرية. وشمل يومه الأول أنشطة ثقافية، وفنوناً أدائية، وعرض ملصقات علمية، بمشاركة العديد من الجهات الثقافية.
وتحضر الطائف منذ القرون الماضية في المؤلفات التاريخية والثقافية الشعرية؛ تراثاً وحضارة وأدباً وفكراً، ومثَّلت بذلك ريادة غير مسبوقة اتسمت في أغلب حالاتها بالتعريف والتوثيق والتأصيل والكشف عن تراث الشعر العربي الذي تنتمي فيه بكيانها وهويتها إلى وجدان جموع الشعراء.
المصدر:الشرق الأوسط