مقالات
معوقات الإبداع عند المرأة
تُعدّ المرأة أساساً مهمّاً وأصيلاً في تكوين الحياة البشريّةِ والتاريخ البشري أجمعَ؛ فهي الزوجة، والأمّ، والأخت، والابنة، والزميلة، والصديقة، والقياديّة وغير ذلك، وتعتبرُ الساعدَ الرئيسيّ للرجل في إعمارِ الأرض وإحيائها، ويقعُ على كاهلِها العديدُ من الواجبات، كما تتمتّعُ بالعديد من الحقوق، ومن بينِها حقُّها في الإبداع الذي سيكون موضوع حديثِنا في هذا المقال. المرأة والإبداع يُعرّف الإبداع على أنّه القدرة على الوصول لجديد أو صنع جديد في مجال حياتيّ ما، وغالباً ما يعتمدُ على التجديد، والرغبة في التغيير، والسعي نحوَ الانتقال إلى مستوى حياتيّ أفضل، فعندما نقول عبارة “امرأة مبدعة” نقصدُ أنّها استطاعتْ تقديمَ صورة جديدة في مجال عملِها، أو في طريقة تعاملها مع أطفالِها وزوجها، أو في تغيير عقليّة الكثير من النساء المنزويات بعيداً عن تطوّر الحياة بأبعادِها المختلفة كالبعد السياسيّ والتكنولوجيّ، عدا عن أنّ العديدَ من المتعلّمات لا يمارسنَ أعمالاً بعد مرحلة التخرج من الجامعة، وقد تشمل مظاهرُه الخروج عن المألوف؛ كأن تُنجز امراة خرجت من ريفٍ أو قرية منغلقة على نفسِها فكريّاً إلى عالم السياسة والمسؤوليّة، أو تصبح واحدة من أشهر طبيبات عصرها. معوّقات الإبداع عند المرأة نظرة المجتمع تجاه المرأة بأنّها مخلوقٌ لا يصلحُ إلا للإنجاب، والطهي، وتربية الأطفال، والاعتناء بأمور المنزل. القوانين الرسميّة التي غالباً ما تنسجمُ مع وعي المجتمع ونمط تفكيره؛ فالعديد من البنود والقوانين زادت حملها ولم تنصفْها؛ كالقوانين غير الواضحة بخصوص ما يُعرف بجرائم الشرف، وما يحرمُها من التمتّع ببيئة آمنة تساعدُها على الإبداع، إلى جانب قوانين تخصّ الزواج، والطلاق، وحضانة الأم لأطفالها، والقوانين المتعلّقة بالميراث. المسؤوليات الحياتية حيث إن المرأة العاملة غالباً ما تعاني من التوفيقِ بين المنزل والعمل؛ وتصلُ ذروة الشعور بالإحباط لديها عندما لا يبدي أيّ طرف في المنزل أو العمل اهتماماً لظروفها. تبني المرأة للمفاهيم المتخلفة، وعدم ثقتها في نفسها وقدراتها، فبعض النساء يردنَ التغيير والإبداع لكن لا يعرفن أنّ إيمانهن ببعض المعتقدات الاجتماعيّة الخاطئة يساهمُ بقوّة في حرفهن عن نيّة الإبداع؛ وخيرُ مثال على ذلك دعمِ المرأة لمبدأ أنا لا استطيع الإنجاز كوني امرأة، في حين يستطيع الرجل عمل ذلك؛ لأنه يمتلك إرادة مضاعفة. عدم توفر التمويل اللازم للإبداع؛ فبعض المشاريع التي تسعى لإنجازها تحتاجُ للمال، وإنْ توفّرَ المالُ فإنّ المؤسّساتِ التي تقدم تمويلاً تعتمدُ على دعمِ التعاونيات، أو المشاريع البيتيّة؛ ممّا يُعيدُها باستمرار إلى الخيار التقليديّ الوحيد وهو المنزل.