قصص قصيرة

ألعاب الفيديو وتأثيرها على المهارات الرياضية

اختيرت مجموعة من طلاب الصف الـ3 لممارسة ألعاب الفيديو لمدة 10 دقائق فقط، ولمدة 3 أيام في الأسبوع. فأظهرت النتائج تحسناً مذهلاً بنسبة 20.5٪ بعد ساعتين من اللعب فقط.
بالطبع، فإن هذا الأمر لا ينطبق على أي لعبة يمارسها الأطفال إجمالاً. فكيف نميز الأفضل من بينها، في ظل انتشار خيارات عدة في سوق ألعاب التعلم اليوم. ففي تجربتك للبحث عن لعبة في “غوغل بلاي” لن تكون هناك أي وسيلة لمعرفة مدى فائدتها لأطفالك، كذلك من الصعب الاختيار من تطبيقات الألعاب في متجر أبل.
عملياً، يبدو من خلال البحث بأن التطبيقات التعليمية الجيدة ليست كثيرة. فمعظمها تفشل في غايتها التعليمية، لأنها تعلم المهارات بدلاً من تعليم التفكير، وتركز على الحفظ بدلاً من الفهم. كما أنها تفتقر إلى السبب الرئيس لجعل المستخدم متحمساً للاستمرار في لعبها: وهو توفير القدرة على تغيير الطريقة الشائعة التي نتعلم ونعلم باستخدامها. فيما يمكن للألعاب أن تساعد الطلاب على تحسين قدراتهم الفكرية وحل المشكلات المنطقية، في حين تقدم لنا بيانات تقييمية غير تلك المعتمدة على التكرار والتلقين.
وبينما يمكن لأجهزة الكمبيوتر أن تؤدي الآن عمليات حسابية متنوعة، يحتاج الأفراد إلى التركيز على تعلم فهم الأعداد. وقد كان هذا السبب الذي أجرت لأجله جامعة ستانفورد دراسة: “تأثير ألعاب الرياضيات الرقمية على فهم الأعداد لدى الطلاب”. لكن طلاب الصف الـ3 الذين شاركوا في الدراسة، لم يركزوا على نظرية الأعداد أثناء حصصهم الصفية، بل اتبعوا المناهج الدراسية العادية. وقد كان التحسن بنسبة 20.5٪ مرتبطاً بالتفكير الحسابي ومهارات حل المشكلات وفهم الأعداد.
في الواقع، كان السؤال الأخير الذي سأله الباحثون للطلاب قبل وبعد إجراء التجربة من نوع غير مألوف، بحيث لم يجيبوا عن مثله من قبل. وهو ما يسميه الباحثون في مجال التعليم “مهمة أداء معقدة”. وهي تعني أن للمسألة حلول متعددة، لكن لا يمكن حلها باستخدام التقنية التي دُرِّسَت في الصف؛ إذ يحتاج الطلاب أولاً إلى معرفة المطلوب من السؤال، ثم اتخاذ قرارات عدة حول كيفية حلها. وقد برعوا في هذا الأمر بعد ممارستهم للألعاب التعليمية لمدة 10 دقائق فقط من كل يوم، على مدار 3 أيام في الأسبوع، ولمدة 4 أسابيع فقط. كما صدمت نتائجهم جميع المعنيين، وأثبتت أن لمثل هذه الألعاب القدرة على تحسين مهارة “فهم الأعداد” لديهم بشكل كبير.
هل هذا يعني أن بإمكانك جعل ابنك موهوباً في الرياضيات عن طريق تحميل لعبة مماثلة؟ لا؛ لأن هؤلاء الطلاب جميعاً تلقوا إرشادات منتظمة، خلال خضوعهم لهذه الدراسة في نهاية الفترات المخصصة لدراسة الرياضيات.
إن الألعاب التعليمية تعد أدوات إشراك رائعة، تعلم الطلاب على “اعتماد نهج تقويمي يتضمن استكشاف التجربة والخطأ، وتأمل مسببات الفشل، وإجراء تعديلات لاحقة.” والأكثر من ذلك، أن الألعاب التعليمية لن تجعل الطلبة يتساءلون سؤالهم المعهود: “لماذا علي أن أتعلم أموراً حسابية لا أحتاجها في حياتي؟”. هذه هي واحدة من التحديات التي تواجه التعليم: فأنت تحتاج لمعرفة السبل المناسبة لجعل المحتوى الأكاديمي ذا صلة بحياة الطلاب الحاضرة.

اترك تعليقاً

إغلاق