ادب الرواية
الفرق بين الثقافة والحضارة
تعريف الحضارة والثقافة يوجد العديد من التعريفات التي تخصّ الحضارة والثقافة؛ لذلك يجب علينا الإلمام بها وكذلك التفريق بينها، ومعرفة الفروقات الرئيسة بينها؛ لنستطيع التمييز، فكثير من الناس يخلطون بين تعريف الثقافة وتعريف الحضارة، فالحضارة تعبّر عن أسلوب معيشة الإنسان الذي يعتاد عليه سواء أكان بتفاصيل صغيرة أو بتفاصيل أكبر، ولا يقصد بها استخدام الوسائل الحديثة في المعيشة إنّما التعامل مع الأشياء الماديّة والمعنويّة التي يدور حولها الشعور الإنساني، وللحضارة أربعة مصادر، وهي: الموارد الاقتصادية، والتقاليد، والنظم السياسيّة، ومتابعة العلوم والفنون، فمعنى الحضارة يثير جدل الكثيرين؛ لأنّ استخدام هذا المصطلح يستدعي قيم سلبيّة وإيجابية، فكثير من المتميّزين في الحضارات المختلفة أصبحوا ينظرون إلى أصحاب الحضارات الأخرى الأقل تميّزاً بأنّهم دونيّون وأقلّ شأناً منهم، أمّا تعريف الثقافة فظهر لأول مرّة في أوروبا وتحديداً في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، وكان مقتصراً على التطوّر وتحسين المستوى في العملية الزراعية، أمّا في القرن التاسع عشر فأصبح يشمل الأفراد ومهاراتهم وتدريبهم من خلال التعليم والتربية، وفي القرن العشرين أصبحت تصف وتبين الخبرات والتجارب بطريقة رمزية. الفرق بين الحضارة والثقافة اجتهد العلماء ليجدوا الفرق بين الحضارة والثقافة بسبب الخلط العام بين هذين المصطلحين، حيث قال العالم توماس مان أنّ الثقافة هي الروح الحقيقيّة أمّا الحضارة فهي الآلية والعمل، بينما أبدى الفيرد فيبرالي رأيه وقال أنّ الحضارة هي المجهود الإنساني، بينما الثقافة هي الحياة الروحيّة والأخلاقيّة، وسنبيّن الفروقات الرئيسيّة في النقاط التالية: الثقافة هي نتاج الفكر المجتمعي سواء كان بسيطاً أو معقّداً، أمّا الحضارة فهي النواحي العلميّة والماديّة. الثقافة مكتسبة وتتراكم وتنتقل من جيل إلى آخر، أمّا الحضارة فهي نتاج مجتمع معين ولا تنتقل من جيل آلى آخر. الثقافة هي معرفة فردية ذاتية داخلية، أمّا الحضارة فهي نتاج جماعي خارجي غير ذاتي. الثقافة تشمل المجتمعات كافّة بسيطها ومعقّدها، الماديّة وغير الماديّة، والشعوب المتخلفّة والمتقدمّة، أمّا الحضارة فهي مقتصرة على الشعوب الراقية ذات المستوى العالي والمنجزات الماديّة والمعنويّة. ثقافة الإنسان إنّ الإنسان العظيم والواعي يسعى إلى جعل علمه ثقافة تستند إليها الحضارة، فإنّه بالإضافة إلى عمله الذي يتّخذه حرفةً أو مهنة فإنّه يهتمّ بالعلوم الأخرى والاتّجاهات الفكريّة وأيضاً المفاهيم الإنسانيّة، ويهتمّ بها ويفهمها ولو بشكل نسبي، فهو بذلك يمتدّ من ثقافة علمه ومهنته إلى ثقافة ومهنة الأخرين ويفهمها ويستطيع بذلك أن يكون مميّزاً في تفكيره ومعرفته.