منوعات
ما المقصود بالعولمة
تعرف العولمة بأنها الحالة التي يكون فيها العالم وكأنه أشبه بالقرية الصغيرة من حيث قرب ثقافات الشعوب من بعضها البعض بل وذوبانها أحيانا في بعضها بحيث تتشكل هوي جديدة وثقافة جديدة تسمى بثقافة أو هوية العولمة، لذلك دائما ترى القوي يسعى دائما إلى فرض مفاهيم العولمة لما فيها من مصالح تعود عليه النفع والفائدة، ذلك ان العولمة قد تقتضي في إحدى تجلياتها إحداث تغييرات قانونية وثقافية وسياسية وإقتصادية تستطيع الدول القوية التي تمتلك نفوذا عبر العالم من التكيف معها، بينما ترى البلدان الضعيفة تنفر منها وتخاف بسبب فقدانها لأدوات القوة والنفوذ وما يسببه ذلك من ذوبان ثقافتها واقتصادها وبالتالي انعدام أسباب وجودها لصالح القوي صاحب النفوذ . وإن من أبرز الأمثلة على العولمة ما نراه في عصرنا الحاضر من حال بعض الدول القوية المسيطرة على العالم في محاولة فرض ثقافتها وقوانينها على الشعوب المختلفة، ومن ابرز الأمثلة على هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية التي ينظر إليها الكثير من دول العالم نظرة ريب وتشكك، بل وأحياناً كثيرة تخرج مظاهرات في بعض البلدان تعبيرا عن رفض العولمة التي تحاول فرضها أمريكان فيقوم المتظاهرون بمهاجمة مطاعم ماكدونالز وبرغركنز وغيرها من العلامات التجارية التي تحاول فرض ثقافة معينة، ولا شك بأن هذا المر فيه شيء كبير من الحقيقة، فثقافة كل شعب من الشعوب هو ما يحتفظ به من إرث توارثه عبر الأجيال من نمط حياة وتقاليد وأعراف وقوانين وشرائع، وإن تخلي الإنسان عن إحدى مكونات الثقافة لديه ما هو إلا مقدمة للإندثار والذوبان، ذلك بأن ثقافة القوي أحياناً كحال الولايات المتحدة تقوم على البراغماتية أو المصلحة، وتقدن أحياناً على حساب النظرة الإنسانية في كثير من الأمور، وإن هذه الثقافة تختلف اختلافاً كبيراً عن ثقافة الشعوب العربية والإسلامية بل وتختلف عن ثقافة كثير من الشعوب غيرها . ولكي تستطيع الدول الاستفادة من بعضها البعض بتسهيل التجارة فيما بينها والتنقل وغير ذلك، يجب أن تشرع قوانين تمكن دول العالم المختلفة من الاستفادة من بعضها البعض بدون أن يكون هناك تهميش لثقافات الشعوب، فكل شعب له ثقافة تميزه عن الآخر، وهذا الأمر يثري الحياة ولا يناقض سنة التعاون بين الناس القائمة على الإختلاف والتنوع ليس في الشكل والمظهر فقط بل وفي السلوك والثقافة والعادات والتقاليد، وبإدارك العالم لحقيقة ذلك التنوع يتم التعاون بين الأمم وفق أسس سليمة تضمن بقاء الأمم وثقافاتها .