ادب الرواية

تعبير عن وصف غروب الشمس

وصف غروب الشمس غروب الشمس، من أروع وأجمل المظاهر الربانية، التي لا تمسها يد البشر أبداً، ولا تلوثها أي تدخلاتٍٍ من أي كائنٍ حي، إنّه منظرٌ ربانيٌ خالص، تبرز فيه العظمة والسحر والجمال، فما إن تغيب الشمس على استحياءٍ وخجل، مودعةً مكانها الأزلي في الأفق الجميل، لتعلن عن غيابها المؤقت الذي يكتسي بحمرة الخجل، وكأنها تبكي من حرقة الوداع، فتنعكس ألوان الشفق على صفحة السماء لترتسم خطوط الشفق الأحمر، هذه الخطوط التي تتزين بالسحر والجمال، كأنها رُسمت بريشة فنانٍ مبدعٍ، حيث تتجلّى عظمة الله سبحانه وتعالى، وإبداعه في خلقه، ليظهر هذا الكمّ الهائل من الجمال والجاذبية. بعد أن كانت الشمس تنير الأرض، وتشرق في كل مكان، هاي هي تجرّ ثوبها الجميل، وتلملم نورها، وتمشي نحو الأفق البعيد، لتعلن انتهاء وجودها قي لحظة غيابٍ قسريّة، لكن الشمس لا تخلف موعدها أبداً، وما من أحدٍ في الكون كلّه يستطيع أن يجبرها على البقاء، فهي تختار الرحيل في كل يومٍ، لكنها تملك من الوفاء ما يجعلها تعود مرةً أخرى لتشرق من جديد. غياب الشمس ليس مجرّد ظاهرةٍ طبيعيةٍ نراها في كل يوم، بل هو درسٌ يبين لنا أنّ لكل شيءٍ نهاية، وأن كل بدايةٍ مقرونةٍ بنهاية، وإن كانت الشمس عند مغيبها تكتسي بالأحمر، فلأنها تهيئ السماء لاستقبال العتمة وظلام الليل، فما إن يبدأ قرصها الأصفر الجميل بالسير باتجاه الأفق الذي ستغيب منه، حتى تبدأ السماء بتغيير لونها، لتصبح حمراء الوجنتين، ففي غروب الشمس آلافٌ من الدروس والعبر، التي تعلمنا أن الصدق موجود أيضاً في قاموس الشمس، ففي خطوط الشفق الأحمر من الصدق الكثير. في لحظة الغروب، تتجلى المشاعر الجميلة الممزوجة بالهدوء والحب، والرومانسية الكبيرة، فكمٌّ من شاعرٍ ألهمه منظر الغروب الساحر، وكم من رسامٍ شحنه غروب الشمس بالطاقة والإبداع، فغروب الشمس هو أجمل النهايات وأعمقها وأسماها، وهو دليل ولادةٍ متجددةٍ للشمس، وكأنها تغرب من مكانٍ لتشرق في آخر، لأنها خُلقت لتعطي. من أراد أن يشعر بالحب والحنين، فليجلس ليراقب غروب الشمس، وليتأمّل هذا المنظر الساحر، ويسبح الله سبحانه وتعالى، الذي أودع سره في هذا المنظر الرائع، الذي ينعكس على كلّ شيءٍ ويتركه أجمل، ورغم أنّه انعكاسٌ مؤقت إلا أنّه يدوم سحره في القلب والعينين والروح، فليس من العجب أبداً أن يكون الغروب ملاذاً للكثير من الأدباء ليتغنوا فيه؛ فالغروب الذي تصنعه الشمس هو ذات الشروق الذي يمنح الروح الحياة.

اترك تعليقاً

إغلاق