منوعات
حقائق عن اللغة الإسبانية ستحفّزك على تعلّمها
حلّت عطلة الصّيف التي انتظرناها جميعًا، فماذا ستفعل بها؟ إجاباتكم على هذا السّؤال ستختلف باختلاف اهتماماتكم و طموحاتكم. لكن مهما اختلفنا سنتّفق بالتّأكيد على أنّ إمضاء بعض الوقت في تعلّم لغة جديدة أمرٌ مثير، مفيد و مهمّ سواءً في حياتك الشّخصية أو المهنيّة.
معروفٌ طبعًا أنّ اللغة الإنجليزية هي لغة العصر. لكنّ معظمنا درسها كلغة أجنبية في المدارس. لذا، يمكننا أن نمشي خطوة أخرى إلى الأمام باتجاه لغة جديدة: الإسبانية! و إن كنت تتساءل “و لماذا الإسبانية بالتحديد؟”، فالجواب مفصّل في النّقاط التالية:
اللّغة الإسبانية لغة صاعدة عالميًا
- الإسبانية هي اللغة الرّسمية لـ 22 دولة في العالم منها: إسبانيا، الأرجنتين، كولمبيا و إكوادور …
- هي ثاني لغة في ترتيب اللغات من حيث عدد السّكان الذين يتحدّثونها كلغة أمّ بعد “ماندرين الصّينية”.
- تُعتبر الإسبانية لغة حيّة عالمية، حيث يقدّر عدد النّاطقين بها بـ567 مليون متحدّث، ممّا يجعلها اللغة الثانية عالميًا من حيث العدد الإجمالي للمتحدّثين بها حسب ما صرّح به معهد ثيربانتس الإسباني سنة 2016.
- يقدّر معهد ثيربانتس أنّ الولايات المتّحدة الأمريكية ستكون ثاني بلد ناطق بالإسبانية في العالم بحلول سنة 2060، بعد المكسيك.
- تعتبر اللغة الإسبانية واحدة من اللغات الرّسمية السّتة في منظّمة الأمم المتّحدة، و هي لغة رسمية في الاتّحاد الأوروبي، و في العديد من المنظّمات الدّولية الأخرى.
- تحتلّ اللغة الإسبانية المرتبة الثالثة من حيث الاستعمال في عالم الشّبكة العنكبوتية.
- أكّدت جريدة التلغراف البريطانية أنّ اللغة الإسبانية تلقى إقبالًا كبيرًا من طرف تلاميذ المدارس البريطانية على عكس غيرها من اللغات الأجنبية .
بما أنّك تجيد العربية، فأنت تعرف الكثير من الإسبانية!
تاريخ اللغة الإسبانية يؤكّد على أنّها تنحدر من اللاتينية. لكن مع الفتوحات الإسلامية لشبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا و البرتغال حاليًا) و استقرار العرب في المنطقة لما يقارب السبعة قرون، تغلغلت الكثير من المفردات العربية في اللغة الإسبانية و بقيت تُتداول على ألسنة الناطقين بها إلى اليوم، إذ يضمّ المعجم الإسباني حوالي 4000 كلمة من أصل عربي تتوزّع على مختلف المجالات: العلوم، الزراعة، الحرب، الموسيقى، التجارة، الأزياء، الطّعام و غيرها … و نذكر مِن هذه الكلمات:
- الخيمياء : Alquimia
- الإكسير : Elixir
- الجبر : Álgebra
- الرّيحان : Arrayán
- السّاقية : Acequia
- طاحونة : Tahona
- الفارِس : Alférez
- الدُّف : Adufe
- سوق : Zoco
- البُرنس : Albornoz
- الدَّرب : Adarve
- الزّيت : Aceite
- المهراس : Almirez
- ليمون : Limón
و لا يقتصر التّشابه بين اللغتين على المفردات المعجمية فقط، و إنّما تجمعهما العديد من النّقاط المشتركة في الصّرف و السّيمنطيقا (علم المعاني) أيضًا.
الأدب الإسباني عظيم
لا يختلف اثنان أنّ الأدب يولد من جديد إذا ما تمّت ترجمته من لغة إلى أخرى، و الشّعر غالبًا لا ينجو من مخاض عسير كهذا. لذا، يُنصح القُرّاء بقراءة الأدب بلغته الأم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.
هناك الكثير من الأسماء و العناوين التي تغري القارئ الشّغوف لتعلّم الإسبانية أشهرهم: “ميغيل دي ثيربانتس سابيدرا” صاحب رواية “دون كيخوتة دي لا مانشا” التي يعتبرها الكثير من النّقاد و القرّاء جوهرة الأدب الأثمن على الإطلاق!
هناك أيضًا الشّاعر “فيديريكو غارثيا لوركا” الذي أثّر على الشّعراء العرب مثل السّياب و البياتي و محمود درويش حتّى أنّ كلّ واحد من هؤلاء كتب عنه في شعره … و تفخر اللغة الإسبانية أيضًا بالكاتب الرّوائي الكولمبي المشهور “غابرييل غارثيا ماركيز” الحائز على جائزة نوبل في الأدب لسنة 1982، و الذي يعدّ عملُه الفخم “مئة عام من العزلة” من أعمدة الأدب الإسباني و العالمي، و لا يمكن أن نتجاوز الأرجنتيني “خورخي لويس بورخيس” الذي يُعتبر من أبرز أُدباء القرن العشرين و هو كاتب، شاعر و ناقد أدبي، من أشهر أعماله رواية “الألِف” (الحرف الأوّل في الأبجدية العربية)، إضافةً إلى الكاتب المسرحي الإسباني “خوسيه إتشيغاراي” الحاصل على جائزة نوبل في الأدب سنة 1904، و غيرهم كثير … و تجدر الإشارة إلى أنّ هناك 11 جائزة نوبل في الأدب مُنِحت لأعمال مكتوبة باللغة الإسبانية.
تطوّع، اعمل و سافر!
ذكرنا سابقًا أنّ اللغة الإنجليزية لغة العصر، و قد فرضت نفسها على سكّان هذا العالم، فالإنترنت مليء بدروس تعليم اللغة الإنجليزية و العالم مليء بالنّاطقين بها. إذا ما أخضعنا هذا الواقع لقانون العرض و الطلب نجد أنّ حجم العرض الكبير يُفقدك ميزة إتقان الإنجليزية؛ (لأنّ هناك الكثير ممّن يملكونها أيضًا)، و لهذا أعتقد أنّه من الصّواب السّعي لاكتساب ميزة أخرى ترجّح كفّتك عندما تقدّم طلبًا لوظيفة، و ما الأفضلُ من إتقان لغة عالمية حيّة صاعدة تعتبر اللغة الرّسمية لـ22 دولة و تحتلّ مراكز مهمّة عالميًا في مختلف التّصنيفات، لغة نادرًا ما تجد أحدًا من منافسيك على الوظيفة يتحدّث بها؟
و لا تقتصر أهمّية اكتساب لغة أجنبية على نيل منصب العمل، و إنّما تستمرّ لتبلغ الملتقيات و المحاضرات و المنشورات العلمية التي تثري رصيدك المعلوماتي كثيرًا.
إضافةً إلى العمل. اكتساب لغة إضافية يسهّل لك التطوع في البلدان الأجنبية، فتضرب عصفورين بحجر واحد: السّفر و التطوّع!
في النّهاية، نذكّر بأنّ الدراسات تؤكّد على أنّ الأشخاص الذين يجيدون أكثر من لغة يكونون سريعي البديهة، يجيدون التّعامل مع المشاكل و يقاومون أمراض فقدان الذّاكرة بشكل أفضل.