ثقافة اسلاميةسلايد 1
هل نزلت سورة الحشر فى غزوة بنى النضير.. ما يقوله التراث الإسلامى
كانت غزوة بنى النضير ضمن الأحداث التى وقعت فى العام الرابع من الهجرة، فما الذى حدث فى تلك الغزوة، وما الذى يقوله التراث الإسلامى؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير، تحت عنوان “غزوة بنى النضير وفيها سورة الحشر”:
فى صحيح البخارى عن ابن عباس: أنه كان يسميها سورة بنى النضير.
وحكى البخارى، عن الزهرى، عن عروة أنه قال: كانت بنو النضير بعد بدر بستة أشهر قبل أحد، وقد أسنده ابن أبى حاتم فى تفسيره: عن أبيه، عن عبد الله بن صالح، عن الليث، عن عقيل، عن الزهرى به.
وهكذا روى حنبل بن إسحاق، عن هلال بن العلاء، عن عبد الله بن جعفر الرقي، عن مطرف بن مازن اليماني، عن معمر، عن الزهري، فذكر غزوة بدر فى سابع عشر رمضان سنة ثنتين.
قال: ثم غزا بنى النضير، ثم غزا أحدا فى شوال سنة ثلاث، ثم قاتل يوم الخندق فى شوال سنة أربع.
وقال البيهقى: وقد كان الزهرى يقول: هى قبل أحد.
قال: وذهب آخرون إلى أنها بعدها وبعد بئر معونة أيضا.
قلت: هكذا ذكر ابن إسحاق كما تقدم، فإنه بعد ذكره بئر معونة، ورجوع عمرو بن أمية وقتله ذينك الرجلين من بنى عامر، ولم يشعر بعهدهما الذى معهما من رسول الله ﷺ، ولهذا قال له رسول الله ﷺ: “لقد قتلت رجلين لأدينهما”.
قال ابن إسحاق: ثم خرج رسول الله ﷺ إلى بنى النضير يستعينهم فى دية ذينك القتيلين من بنى عامر اللذين قتلهما عمرو بن أمية للعهد الذى كان ﷺ أعطاهما، وكان بين بنى النضير وبين بنى عامر عهد وحلف، فلما أتاهم ﷺ قالوا: نعم يا أبا القاسم نعينك على ما أحببت.
ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه – ورسول الله ﷺ إلى جنب جدار من بيوتهم قاعد – فمن رجل يعلو على هذا البيت فيلقى عليه صخرة ويريحنا منه؟
فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب، فقال: أنا لذلك، فصعد ليلقى عليه صخرة كما قال، ورسول الله ﷺ فى نفر من أصحابه، فيهم: أبو بكر، وعمر، وعلي.
فأتى رسول الله الخبر من السماء بما أراد القوم، فقام وخرج راجعا إلى المدينة، فلما استلبث النبى ﷺ أصحابه، قاموا فى طلبه فلقوا رجلا مقبلا من المدينة فسألوه عنه، فقال: رأيته داخلا المدينة، فأقبل أصحاب رسول الله ﷺ حتى انتهوا إليه، فأخبرهم الخبر بما كانت يهود أرادت من الغدر به.
قال الواقدي: فبعث رسول الله ﷺ محمد بن مسلمة يأمرهم بالخروج من جواره وبلده، فبعث إليهم أهل النفاق يثبتونهم ويحرضونهم على المقام، ويعدونهم النصر، فقويت عند ذلك نفوسهم، وحمى حيى بن أحطب وبعثوا إلى رسول الله ﷺ أنهم لا يخرجون، ونابدوه بنقض العهود، فعند ذلك أمر الناس بالخروج إليهم.
قال الواقدي: فحاصروهم خمس عشرة ليلة.
وقال ابن إسحاق: وأمر النبى ﷺ بالتهيؤ لحربهم والمسير إليهم.
قال ابن هشام: واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم وذلك فى شهر ربيع الأول.
قال ابن إسحاق: فسار حتى نزل بهم فحاصرهم ست ليال، ونزل تحريم الخمر حينئذ، وتحصنوا فى الحصون، فأمر رسول الله ﷺ بقطع النخيل والتحريق فيها، فنادوه: أن يا محمد قد كنت تنهى عن الفساد وتعيب من صنعه، فما بال قطع النخيل وتحريقها؟
قال: وقد كان رهط من بنى عوف بن الخزرج منهم: عبد الله بن أبي، ووديعة، ومالك بن أبى قوقل، وسويد، وداعس قد بعثوا إلى بنى النضير أن اثبتوا وتمنعوا، فإنا لن نسلمكم، إن قوتلتم قاتلنا معكم، وإن أخرجتم خرجنا معكم، فتربصوا ذلك من نصرهم فلم يفعلوا، وقذف الله فى قلوبهم الرعب، فسألوا رسول الله أن يجليهم ويكف عن دمائهم على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا الحلقة.
المصدر: اليوم السابع