مقالات

غازي القصيبي

غازي عبد الرحمن القصيبي شاعر وأديب وسفير دبلوماسي ووزير سعودى، قضى في الأحساء سنوات عمره الأولى ثم انتقل بعدها إلى المنامة بالبحرين ليدرس فيها مراحل التعليم، حصل على درجة البكالوريس من كلية الحقوق في جامعة القاهرة ثم حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنياالتي لم يكن يريد الدراسة بها، بل كان يريد دراسة القانون الدولي في جامعة أخرى من جامعات أمريكا، وبالفعل حصل على عدد من القبولات في جامعات عدة ولكن لمرض أخيه نبيل اضطر إلى الانتقال إلى جواره والدراسة في جنوب كاليفورنيا وبالتحديد في لوس أنجلوس ولم يجد التخصص المطلوب فيها فاضطر إلى دراسة العلاقات الدولية أما  الدكتوراة ففي العلاقات الدولية من جامعة لندن والتي كانت رسالتها فيها حول اليمنكما أوضح ذلك في كتابه حياة في الإدارة.

تولى القصيبي مناصب عدة منها أستاذ مساعد في كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود في الرياض 1965 ومستشار قانونى في مكاتب استشارية وفي وزارة الدفاع والطيران ووزارة المالية ومعهد الإدارة العامة ونال منصب عميد كلية التجارة    بجامعة الملك سعود 1971 – 1391هـ ثم مدير المؤسسة العامةللسكك الحديدية  1973- 1393 هـ ومن ثم وزير الصناعة والكهرباء 1976 – 1396 هـ وثم وزير الصحة 1982- 1402هـ فسفير السعودية لدى البحرين ثم سفير السعودية لدى بريطانيا 1992- 1412هـ فعاد وزير المياه والكهرباء 2003- 1423هـ ومن ثم وزير العمل 2005

توفي بعمر السبعين عامًا في يوم الأحد   5 رمضان 1431 الموافق 15 أغسطس2010الساعة العاشرة صباحًا في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض.

الشاعر والروائي والكاتب

معارضة ومواقف

كان للقصيبي ميول أدبية جادة ترجمها عبر دواوين شعر كثيرة وروايات أكثر وربما يعدّ بسببها أحد أشهر الأدباء في السعودية، ويظل رمزاً أو نموذجاً جيداً لدى الشباب منهم، وكالعادة، فالمبدعين لابد وأن تحاصرهم نظرات الشك وتلقى إليهم تهم لها أول لكنها بلا آخر لا سيما وأن متذوقي الأدب قلة، ومحبي حديث الوعاظ المتحمّسين غالبية، وابتدأت تلك المشاحنات من جانب الوعاظ مع إصداره لديوانه الشعري الثالث معركة بلا رايةعام 1970إذ ساروا في وفود وعلى مدى أسابيع عدة نحو الملك فيصل لمطالبته بمنع الديوان من التداول وتأديب الشاعر فأحال الملك فيصل الديوان لمستشاريه ليطلعوا عليه ويأتوه بالنتيجة، فكان أن رأي المستشارين أنه ديوان شعر عادي لا يختلف عن أي ديوان شعر عربي آخر إلا أن الضجة لم تتوقف حول الديوان واستمرت الوفود بالتقادم للملك فيصل، فما كان منه سوى أن شكل لجنة ضمت وزير العدل ووزير المعارف ووزير الحج والأوقاف لدراسة الديوان أو محاكمته بالأصح وانتهت اللجنة إلى أن ليس في الديوان ما يمس الدين أو الخلق، ولا تمر هذه الحادثة في ذهن القصيبي إلا ويتذكر موقف الملك  عبد الله بن عبد العزيزمن هذه القضية إذ يقول غازي:«سمعت من أحد المقربين إليه أنه اتخذ خلال الأزمة موقفاً نبيلاً وحث الملك فيصل على عدم الاستجابة إلى مطالب الغاضبين المتشنجة.»

وعلى المستوى الروائي يكاد يُجمع المهتمين بأن روايتي شقة الحرية والعصفورية هما أهم وأفضل وأشهر ما كتب القصيبي، في حين احتفظ ديوان معركة بلا راية بمرتبته المتقدمة بين دواوين الشعر الأخرى، وفي المؤلفات الأخرى يبقىحياة فى الادارة  واحداً من الكتب التي حققت انتشاراً كبيراً رغم أن ثقافة القراءة كانت شبه معدومة حينها في المجتمع – نشر الكتاب عام  1998وهو عام بائس في التاريخ السعودي انخفض فيه سعر برميل النفط إلى أقل من 10 دولارات – دائماً ما كان القصيبي منذ البدء متواصلاً مع المشهد الثقافي السعودي عبر إصداراته شبه السنوية، وأثار ضجة أخرى عندما قدّم رواية بنات الراية للروائية السعودية رجاء الصانع وهي الرواية التي تواجه مصيراً يكاد يقترب من مصير معركة بلا راية عند صدوره.

أحداث وطرائف

وفي الشأن الأدبي لم تخلو سيرة القصيبي الوزير من مواقف طريفة تسبب بها غازي الأديب إذ يروي القصيبي أنه في أحد الأيام إبان وزارته في الكهرباء والصناعة حصل انقطاع للكهرباء في أحد أحياء الرياض وكان القصيبي يذهب إلى مقر الشركة ويتلقي الشكاوى الهاتفية مع موظفي السنترال كلما حدث انقطاع فلما كان ذاك اليوم وأثناء تلقيه للاتصالات على سنترال الشركة حادثه مواطن غاضب قائلا:«قل لوزيركم الشاعر أنه لو ترك شعره واهتم بعمله لما انقطعت الكهرباء عن الرياض» يقول غازي «فقلت له ببساطة شكراً .. وصلت الرسالة فقال: ماذا تعني؟ قلت: أنا الوزير قال: أحلف بالله فقلت: والله.» وكانت هناك لحظة صمت في الجانب الآخر قبل أن تهوي السماعة، ودارت نزاعات فكرية ثقافية بين القصيبي ومجموعة من الصحويين في أواسط التسعينات، حولها الصحويون من اختلافات إلى خلافات ووصلوا فيها إلى مراحل متقدمة من الطعن في القصيبي عبر المنشورات والمنابر وأشرطة الكاسيت، فأصدر غازي حينها كتابا بعنوانحتى لا تكون فتنة وهو بمثابة الرسالة يوجهها نحو من جعلوا أنفسهم خصوماً له وأشهرهم ناصر العمر وسلمان العودةوانتهت تلك المرحلة بسلام.

ورغم أن البعض يرى أدب القصيبي متطرفاً نحو اليسارإلا أن لآخرين رأيهم بأنه متطرفاً  لليمين لا سيما في أدبياته الأخيرة وخصوصاًقصيدة الشهداء  التي مجّد فيها القصيبي للعمليات الاستشهادية في فلسطينوأشاع بعضهم حينها أنها كانت سبباً لتدهور علاقاته الدبلوماسية في بريطانيا فكان أن نقل من السفارة عائداً إلى الوزارة، وذلك بعد نحو عام من نشر القصيدة، وهنا استشهد القصيبي بقول الأديب السوري   محمد الماغوط:«ما من موهبة تمر بدون عقاب ويضيف عليها: وما من موقف يمر بلا ثمن.

مؤلفاته والنتاج الأدبي

القصيبي شاعر له إنتاجات في مجالات مختلفة ففي فن الرواية والقصة

  • سعادة السفير
  • العصفورية
  • هما
  • حكاية حب
  • أقصوصة الزهايمر، نشرت بعد وفاته

الترجمة

كما ترجم القصيبي كتاب للمؤلف ايريك هوفر باسم المؤمن الصادق

الإصدارات الشعرية

  • أشعار من جزائر اللؤلؤ – مطبعة دار الكتب بيروت 1960م – 1380هـ
  • قطرات من ظمأ – مطبعة دار الكتب بيروت 1965م – 1385هـ
  • في ذكرى نبيل – مطبعة دار الكتب بيروت 1969م – 1389هـ
  • معركة بلا راية – مطبعة دار الكتب 1970م – 1390هـ
  • أبيات غزل – دار العلوم 1976م – 1396هـ
  • أنت الرياض – ط1 المكتب المصري الحديث – ط2 دار العلوم 1977م – 1397هـ
  • قصائد مختارة – دار الفيصل الثقافية 1980م/1400هـ
  • الحمى – الكتاب العربي السعودي 1982م – 1402هـ
  • العودة إلى الأماكن القديمة – دار الصقر المنامة 1985م – 1405هـ
  • المجموعة الشعرية الكاملة – ط1 دار المسيرة للطباعة والنشر، ط2 تهامة 1987م – 1407هـ
  • ورود على ضفائر سناء – المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1987م – 1407هـ
  • مرثية فارس سابق – الكتاب العربي السعودي 1990م – 1411هـ
  • عقد من الحجارة – المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1991م – 1411هـ
  • سحيم – المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1996م – 1416هـ
  • قراءة في وجه لندن – المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1997م – 1417هـ
  • واللون عن الأوراد – دار الساقي 2000م – 1420هـ
  • يا فدى ناظريك – العبيكان 2001م – 1421هـ
  • الأشج – المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2001م – 1421هـ
  • للشهداء – المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2002م – 1423هـ
  • حديقة الغروب – العبيكان 2007م – 1428هـ
  • البراعم – دار القمرين 2008م – 1429هـ

وفاته

توفي عن عمر يناهز السبعين عامًا في يوم الأحد 5 رمضان 1431 الموافق 15 اغسطس 2010 الساعة العاشرة صباحًا في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بعد معاناة طويلة مع المرض.

اترك تعليقاً

إغلاق